الأخبار

نواكشوط: اختتام المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم الذى أثار جدلا واسعا فى موريتانيا

يختتم اليوم الخميس10 فبراير 2022 فى قصر المؤتمرات بالعاصمة انواكشوط المؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم الممول من دولة الإمارات العربية المتحدة.

المؤتمر الذى استمر ثلاثة أيام بمشاركة عشرات الفقهاء وزعماء الطرق الصوفية فى افريقيا وحضور كبير من رجال الأعمال والسياسيين ، ألقى كلمة الإفتتاح فيه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني،  الذى قال إن“التطرف وما ينشأ عنه من عنف وإرهاب يحصد أرواح الأبرياء ويلحق بالغ الضرر باقتصاديات العديد من البلدان وبأمنها واستقرارها، يشكل اليوم، خاصة في القارة الإفريقية، خطراً محدقاً يهدد كيانات الدول ويسد كل آفاق الاستقرار والتنمية”.

وأكد ولد الشيخ الغزواني ، أن “الانتصار على الإرهاب يستلزم ضرورة كسر شوكته العسكرية وكذلك حرمانه من بيئة مواتية بالعمل على مكافحة الجهل والبطالة والفقر وعلى إقامة دولة قانون راسخة الأساس وبناء تنمية شاملة مستديمة، ولكنه يتطلب كذلك في المرتبة الأولى، العمل على تنقية العقول من بذور التطرف الفكري بإشاعة ثقافة السلام والمحبة والإخاء وبنشر قيم الدين الإسلامي الحنيف من تسامح ووسطية وإخاء والذود عنها في وجه قراءات منحرفة وتأويلات منحرفة”.

 غير أن المؤتمر الذى استمر ثلاثة أيام،  أثار جدلا محليا واسعا ، حيث اتهم بعضهم المشرفين علبه بأنهم مجرد بيادق تعمل بها دولة الإمارات العربية المتحدة لتطبيق أجندة مخفية فى منطقة شمال غرب أفريقبا.

 العلامة الشيخ محفوظ إبراهيم فال،  علق على المؤتمر  “بذل السلام للعالم” قائلاً: “من المؤسف حقاً أن يكون علماء الإسلام هم من يتولون تحريف الدين وطمس معالمه وتشويه حقائقه، وهم من ويبذلون علمهم وفصاحتهم فيما يسمونه ضرورة تصحيح مفاهيم عدة منها: الجهاد وولاة الأمر؛ ويتماهون في خطابهم مع مسؤول الحريات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية ويتبادلون معه الخطب؛ ليس ذلك مكانكم معشر العلماء، بدون مجاملة، إنكم في المكان الخطأ ومع القوم الخطأ وتنشرون الخطاب الخطأ”.

 

محمد جميل منصور،  القيادي البارز فى حزب “تواصل ” المحسوب على التيار الإسلامي ، كتب فى رده على بعض المعلقين على  المؤتمر : “لم أجد ما يمثلني فيما كتب عن مؤتمر السلم في إفريقيا المنعقد هذه الأيام في نواكشوط، لأن معظم من كتبوا توزعوا نوعين من الناس: نوع ينظر لمضمون الخطاب وطبيعة الأفكار، فيحكم حكماً إيجابياً، ونوع ينظر إلى السياق السياسي وطبيعة الرعاة والاصطفاف في تمايزات الساحة الإسلامية العالمية، فيحكم حكماً سلبياً”.
وقال: “لا أستطيع أن أخفي إعجابي بأفكار الحوار مع الغرب، وتغليب معاني السلم والوسطية والانفتاح، وسبيل التسامح في التعامل مع الآخر الديني والفكري والسياسي، ورفض مسالك التطرف والغلو والتشدد، كما لا أستطيع أن أخفي حساسيتي من الاصطفاف مع من يمول الحروب، ويندفع نحو الكيان الصهيوني معترفاً داعماً، ولا يدخر جهداً في محاصرة الوسطية الإسلامية المشهود لها بذلك”.

محمد سالم المجلسي، المحسوب على التيار السلفي علق: “مؤتمر تعزيز السلم تموله دولة الإمارات التي لا يزال ينزف الجرح الذي خلفته في اليمن وليبيا وغيرهما، ويحضره سفير الحريات الدينية في أمريكا التي نشرت الخوف والظلم وأسالت الدماء والدموع في كل مكان، هذا فضلاً عن برامجه المضلة المثبورة المبدلة للدين باسم السلم العالمي، والداعية لوحدة الأديان باسم الأخوة الإنسانية، فليت شعري ماذا يُرجى من حكماء النظام العالمي الجديد وقرة عين مسعِّري الحروب وموقِدي الفتن!؟”.

وأضاف: “لا ريب أنَّه لا تستقيم منفعة مع الفوضى، ولا يُذاق لثمرة حلوة طعم في ظلِّ الخوف، بل الأمن منتجع النُّفوس، ومورد الآمال، ولكن لا سبيل إلى أمن شامل وارف الظلال ما لم تُنكر المنكرات السلطانية، وذلك أمر لا يلوي عليه مؤتمر السلم إلا بجعل الإنكار على الحكام ورفض هيمنة قُوى الكفر العالمي سبيلاً للفوضى واعتراضاً على السلم”.

وكتب المجلسي: “سيقع استبشار بثقة الدَّولة في العلماء، وليتَ شِعري أيَّ علماء!!؟
إنَّهم سيبقون فرقة عَزف لحن الحاكم، ولن ينبت في جهتهم أمل ولو كانوا يغرسون على شَفة السَّحاب، وعجيب أنَّ المؤمن لا يلدغ مِن جُحر مرَّتين، بينما يُراد لنا أن نُلدَغ من جُحرِهم مِراراً”.
وقال: “عند كلِّ حكومة طائفة منهم، تُبرِّر باطلَها، وتَمدح عاطلَها، ويومَ زار ترامب أرض الجزيرة، وصف بعضُهم زيارته بالمباركة، وثمَّنوا دعوته للسلام، وشَدُّوا على يَده لمحاربة التَّطرُّف استدلالا بالمصلحة وخدمة للإنسانية، كما يفعل علماء البلاط عندنا عند كلّ مضايقة للدَّعوة، وذلك كله شِنشنة معروفة عن علماء السُّوء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى