مقالات

“عند الشدائد تذهب الأحقاد” / الأستاذ الدكتور إزيدبيه ولد محمد محمود

فضت زهوا ، بعد أن كاد يميته – الزهو – في كرُّ الجديدين ، وبعد أن أصبح ينبوعُ الزّهْوِ غوْرا ،زدت زهوا ، وأنا أتابع خطاب السيد الرئيس ، هذا الخطاب الواثق الذى فى اتصال جمله معنى ، وفى انفصالها معانٍ ، فالجملة تراها بيتا يحمل أكثر من معنى القصيدِ المكتمل… وهو منحى مسلوك عند فحول الشعراء… قد يقول الرائي – القارئ إن “…البلاد أضاعها الخطباء…” وأقول له إنها الأفعال لا الأقوال وأردد مع المتنبي:
إذاكان ماينويه فعلا مضارعا
مضى قبل أن تلقى عليه الجوزام.
لقد كان الخطاب بلسما شافيا للجراح الغائرة ، للفقير والعاني ، والمعوز ، وانقشع الغمّ ، و الهمّ ، الجاثيان بكلكليهما ، لا على الركب ، على صدورهم خطاب بعث فيهم الأمل الذى هو إكسيرُ الحياة وقوامها ، بل ملاك أمرها…
أيها المشككون – المترددون ، كُفّوا عن التشكيك وانهوا أنفسكم عن غَيِّها ، امضوا مع رئيسكم ، فقد استحق هذا المضي عن جدارة واقتدار ، و أقنعكم بالفعل قبل القول… يا أبناء أمة العرب الغيورين على لغة الضّاد ، يا أهل الحرص على نطقها اللائق بها ، المبادرين بالسؤال عن انتمائنا ، المشككين فى انتسابنا ، تعلّموا ممّن هذّب لسانه تكرارُ السبع المثاني ، فإذا فليتم هذا الخطاب ليعلونَّ الفلي الوصف “فحِليته صانته عن العَطَل” ، تلاوته كادت أن تخرجني عن حظّي ، وقد خَسَّ ، من الوقار ، وأنا أتابعه فى فناء منزلنا بكرو وأنا أستعدّ للقفول راجعا…
السيد الرئيس فى مثل هذا الإنحياز إلى الشعب ، بالأخلاق العالية ، والأدب الجمِّ ، والوقار الذى يليق بسدّة الحكم… ففى مثل هذا المنحى فليكن التنافس…
السيد الرئيس، لقد جمعتم فى هذا الخطاب من الشمائل الحميدة ماتفرق بين نظرائكم .
لقد عالجتم بهذا الخطاب ألم الرتابة الممض فى السجن الإختياري الكبير ، المتّسع الرحب اتساع ورحابة وطن بمناكبه…
سيروا بخطاكم الواثقة وسعيكم المشكور ، وعهدكم المبرور ، فلقد بذرتم فى أرض االسواد…
أعود فأقول للمتردد والمشكك ، القول المأثور ، “عند الشدائد تذهب الأحقاد”

الأستاذ الدكتور إزيدبيه ولد محمد محمود
أستاذ بجامعة نواكشوط العصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى