مقالات

البداوة ترافقنا أينما حللنا:

لم يكن اختيار “ميگا” منسقا للإجتماع العزيزي موفقا جل المناصرين كان من أشقائنا الصحراويين وأغلبهم لايتكلم الفرنسية كماهو حال الموريتانيين وكان تعاطيه مع الجميع بالإضافة إلى حاجز اللغة غير سلس ،،لم أر في حياتي قاعة أكثر ضجيجا من القاعة التي احتضنت اللقاء أمس ،،الكل يريد أن يتكلم مابين مغاضب ومناصر..
كانت الأسئلة خارج الموضوع أو أغلبها على الأصح وكان الضجيج والثرثرة تضيق بهما القاعة ذرعا، تختلط الزغاريد والتلعين والمدح والإشادة والشتم والعنف اللفظي في ضجيج واحد! وكلما اشتد اللغط، وقف المنسق ميگا وأعطى حنجرته حقها حتى تكاد القاعة تتفطر ثم يتعالى الصوت على أشد من ماكان عليه..
لاحظت شبابا في مقتبل العمر بعضهم يدافع عن غزواني بطريقة لا تخلوا من التوتر ربما بدافع الجهوية أوبسبب بغض دفين لسلفه ،،وشاهدت شابا آخر ضعيف البنية بيده هاتف يقول “حد اسم عزيز اتجي فيه تلفوني هذي،، ولم يتجاوز ذلك الكلام!,, شاب آخر تبدو عليه ملامح إخواننا إفلان هو الآخر لم يترك نصيبه من التوتر ،حتى وصل إلى درجة الاعتراض على كلام الرئيس بالحسانية يريد أن يكون جميع كلامه بالفرنسية التي قال إن الكل يعرفها واعترضت عليه مجموعة شبابية مفندة ماقال.

لا أحد يحترم النظام رغم وجود من كلفوا أنفسهم بالتنظيم وحراسة الرئيس والشيئ الغريب هو توتر الجميع ،،عزيز بدأ هادئا وطرح أمامه مجلدا كبيرا يبدوا أن فيه بعض الأدلة على إنجازاته أيام العشرية وبعض الإخفاقات في ما مضى من المأمورية الحالية ،،استطاع أن يلخص منه ماهو متعلق بالماء والكهرباء والبنزين والاسعار وقال إن البقية موجودة في الأوراق.

طرحت عليه شخصيا السؤالين التاليين:

1-السيد الرئيس أنصاركم يسمون عشريتكم بعشرية النماء بينما يقول معارضيكم غير ذلك!, وهناك من يقول إن سبب تأخر البلد ومامر به من عثرات وقع بعد انقلاب العاشر يوليو 1978 عندما استلم الجش الحكم ،هل أنتم مع من يقول بذلك?.
2-السؤال الاخير هل أنتم راضون عن حكمكم طيلة العشرية المنصرمة وإذا عدتم يوما للسلطة هل ستمارسون نفس النهج الذي كنتم عليه.

وكان رده على السؤال الاول أن انقلاب 78 جاء لإنقاذ البلد من حرب وقعت فيها ولم يوافق في ما يقول بعض الموريتانين إن سبب عثرات البلد حكم الجيش للبلاد مستطردا أن الجيش استغلته مجموعات كانت هي السبب في ما مرت به البلاد من معوقات، وذكر من بين هذه المجموعات الناصريين ،والبعثيين، والشيوعيين وجاءت بعد ذلك ضجة لم أتبلغ من سماع رده على السؤال الثاني..

وبعد مداخلة شاب في حدود العشرين قدمته جماعة على أنه طالب جامعي تمحورت (وكانت بالفرنسية) حول تمجيد نظام عزيز ويبدو أنها جاءت بعد مداخلة شاب آخر في نفس المرحلة العمرية قال عكس ذلك كله.
ثم جاء رجل أربعيني وطرح قضية الحفارة والممتلكات وزاد ذلك من الضجيج على ماكان فيه وبعد لحظات أعلن عن اختتام اللقاء، لتبدأ مرحلة أخرى من الشد والجذب ،فاقترح أحد المنظمين استدعاء الشرطة لتأمين الرئيس فجاءت فرقة من الشرطة في أقل من عشر دقائق بعد أن خرج أغلب الناس من القاعة وانتظروا خارجها ليمر بهم عزيز وبعد وقت قصير علمنا أنه خرج من باب خلفي..
لفت انتباهي تعصب الشباب وتخلفهم في المظهر والتعاطي وتأكد لي أننا نرحل ببداوتنا أينما حللنا ولن ننتظم حتى يرث الله الأرض وما عليها.
سيدي محمد دباد 03/10/2022 بوردو فرنسا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى