الأخبار

خبراء يوضحون رد روسيا على الناتو حال انضمام فنلندا والسويد

حالة من التخوف والترقب يشهدها العالم، عقب تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، حول تخطيط الناتو لوجود عسكري دائم على حدود الدول الأعضاء، أيضا تصريحات مشابهة لأعضاء بالحلف حول اقتراب انضمام فنلندا والسويد، الأمر الذي بإمكانه أن يثير غضب الدب الروسي مما يهدد بتأزم الأوضاع وتحويلها إلى الأسوء.

وقال «ستولتنبرج»، لصحيفة «تيليجراف» البريطانية، أن الحلف يخطط لوجود عسكري دائم على حدود الدول الأعضاء، مبررا ذلك بأن الناتو يشهد مرحلة تحول جوهرية للتصدي لأفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب تعبيره.

وفي السياق ذاته، إذ أكدت مصادر مسؤولة بالحلف خلال تصريحات لشبكة «CNN» الأمريكية، انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو قريبا، موضحين أن الأمر طُرح في اجتماع وزراء خارجية الحلف هذا الأسبوع، الذي حضره وزيرا خارجية فنلندا والسويد.

وبدوره، قال المحلل السياسي الروسي إيجور ماتفيي، إن موسكو تتابع جيدا تلك التصريحات التي وصفها بالاستفزازية، مشيرا إلى أن بلاده تعلم جيدا نوايا حلف شمال الأطلسي في التوسع ووجود قواته بالقرب من الحدود الروسية، مؤكدا أنه الحلف لن يمكنه القيام بتلك الخطوة.

تحذيرات من ردود فعل روسية 

وأضاف الباحث لدى معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الناتو والدول الأوروبية التي وصفها بـ«الأعداء»، هدفها الرئيسي هو التأثير على مصلحة روسيا والإضرار بها، وأن تصريحات الناتو حول نشر قواته العسكرية ليست جديدة، لكنها لا تهدف سوى إلى إثارة استفزاز روسيا.

وحول انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، أكد الباحث الروسي، أن روسيا تُقدر حيادية كلا من فنلندا والسويد، كمساهمة فعلية للميزان الأمني في أوروبا، التي ستخسر كثيرًا حال تنفيذ تلك الخطوة، التي تعد انتهاك لمبادئ الحياد، بحسب تصريحاته.

وحول التنبؤ بـ«عملية عسكرية جديدة» لروسيا في أيا من تلك البلدين، لم يرجح ماتفيي ذلك، موضحا أن موسكو أكدت في وقت سابق أنها ستضطر لأخذ حزمة إجراءات معينة لحماية حدودها حال انضمام فنلندا أو السويد إلى الحلف، لكنها لم تفسر ماهية الإجراءات تلك.

قرارات من شأنها عودة الحرب العالمية الثانية

إلا أن المحلل السياسي الروسي سيرجي بروفيو، أكد مدى خطورة تصريحات الناتو الذي بدأ يرفع حدة تهديداته، مشيرا إلى أنه منذ وقت طويل كان يقوم بتلك التصرفات في السر، إلا أن خطورتها تلك المرة تكمن في تحولها إلى العلن.

وشدد المحلل الروسي خلال تصريحات خاصة لـ«الوطن»، على أن موسكو لن تسمح لحلف الناتو، بالتوسع سواء من الشمال أو الشرق، معربا عن تخوفاته من محاولات التحاق فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، خاصة وأن العلاقات الروسية الفنلندية شهدت خلال الآونة الأخيرة تطورا وتعاونا تجاريا واقتصاديا كبيرا، إلا أن مثل تلك الخطوة من شأنها أن تعيد سنوات من الحروب عاشتها الدولتين خلال الحرب العالمية الثانية.

وحول انضمام السويد، أوضح بروفيو أن ستوكهولم لم تكن دولة صديقة لروسيا الاتحادية على مدار القرون الماضية ما يُنذر باحتمال تصعيد الأمور بينهما حال اتخاذ مثل ذلك القرار رسميا.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى