مقالات

الجالية والرئاسة المفقودة / سيدي محمد دباد

في أواخر التسعينيات بدأت جاليتنا في اسبانيا تتشكل داخل الحقول الزراعية وأروغة مطابخ الفنادق ولم تكن هذه الوظائف حينها متاحة إلا لقلة ممن حالفهم الحظ في الحصول على إقامات تخول لهم مزاولة تلك الأعمال الشاقة وبما أن جل المهاجرين من فئة الشباب كان الأمر بالنسبة لهم نزهة إذا ماقارناه بالحالة المزرية التي يعيشها العاطلين في الوطن والذين لم يجدوا مايحملهم إلى القارة العجوز ،، في ظل هذه الظرفية تشكلت الجالية مثنى وثلاث ورباع بدون موعد في حقول اسبانيا الجميلة حيث يتعانق الموز والتفاح والعنب والرمان وبما أن القادمين من الربوع القاحلة لاتربطهم جهة ولاقبيلة ولايخضعون للرقيب الاجتماعي كماهو حال جالياتنا في افريقيا أصبحوا يتمتعون بشيء من الحرية يتفاوتون فيه حسب تربيتهم وسلوكهم والغالب العام أن لا أحد منهم باستطاعته ثني الآخر عن وجهة اختارها لنفسه وهذا ماجعل قيادة الجالية بصفة عامة ضرب من المستحيل رغم كثرة المحاولات والشيء الطريف أن رئاستها أصبح بإمكان كل أحد أن يدعيها وهذا مايحصل دائما فهناك أكثر من شخص يدعيها وربما من بين هؤلاء من هو مجهول عند الجميع ولم يجتمع مع أحد ولم يقدم أي خدمة للناس في أحوالهم المتباينة؛.
تباين المشارب
وغياب الرقيب الاجتماعي
عاقا وحدة الجالية وجعل الطريق نحوها مليئة بالمطبات التي تتجسد أحيانا في الطابع القبلي والجهوي متأثرة بمايثار في المواقع الاجتماعية بالإضافة لحضور الجانب المصلحي الأناني المحض الذي يطبع كل جهة في حد ذاتها ،ورغم وجود محاولات عديدة اتخذت طابعا جمعويا يتمثل في المنظمات المرخصة في البلد المضيف ورغم محاولات عديده استخدمت طرقا شتى في سبيل الوحدة أبت الجالية في اسبانيا إلا أن تكون مستعصية للرضوخ لرئاسة منتخبة تسهر على المصلحة العامة رغم وجود رؤساء كل واحد منهم يدعي رئاستها تحت غطاء منظمة أوبعض من الأعمال الخيرية التى توزع على بعض الأحياء الفقيرة في البلد كالسقاية أوبعض السلات الغذائية التى تعج بمقاطعها المصوة الوسائط الإجتماعية في شكل من التنافس ولوكان إجابيا وفيه منافع للناس لايخلوا مع ذلك من حملة مبطنة لكسب اعتراف الجهات الوصية؛ وفي ظل هذا التنافس والدعاوي تبقى الجالية بلارئاسة .

سيدي محمد دباد 27/05/2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى