مقالات

للمهتمين بالتاريخ (مجرد رأي من تلميذ) / علي المحجوب أبو صديق

تابعت منذ أيام ردود الدكتور المحامي محمد سيدي محمد المهدي على تحقيق الدكتور حماه الله ولد السالم لكتاب الحسوة البيسانية في الأنساب الحسانية لمؤلفه العلامة صالح بن عبد الوهاب الناصري(متوفي 1855)، وعلى الرغم من انني قرأت عددا من كتب الدكتور حماه الله في التاريخ الموريتاني و اعجبت باسلوبه و جرأته في طرحه وقدرته على التحليل. كما كنت ولا زلت ارى فيه الكاتب المتحرر والغير مجامل الا انني من خلال قراءتي المتأنية لردود الدكتور محمد سيدي محمد والتي اوردها على شكل ثماني حلقات متتالية اكتشفت مقدار الهفوات التي وقع فيها د. حماه الله في تحقيق الحسوة والمناقضة كليا للتصور الذي كونت حول الرجل!، وعلى الرغم من كوني لست متخصصا الا انني من هواة قراءة التاريخ ولدي اطلاع على ما يصدر من كتب في هذا المجال و سالخص فيما يلي الملاحظات التي خرجت بها:

١. اعتماد حماه الله على ثلاثة آراء لابن خلدون في نسب بني معقل وكلها آراء ظنية(اعتقد، ربما يكونون، هم لهؤلاء اقرب)، وتغافله عن رأي آخر قاله ابن خلدون ونصه(وهم يزعمون أنهم من ذرية جعفر بن أبي طالب)، ومن المعروف أن ابن خلدون متوفي في القرن ١٤ وبنو معقل سبقوه بعدة قرون اي ان زعمهم(حيازة النسب) هذا منذ الف سنة تقريبا!!، ومع ذلك كان رأي حماه الله جازما فيما خمن ابن خلدون دون ذكر ما قال ابن خلدون نفسه ان القوم يقولون عن انفسهم أنهم جعافرة!،.فأعتقدت عندها ان حماه الله توصل حديثا لما يؤكد احدى تخمينات ابن خلدون بشكل قاطع ولكن الدكتور محمد سيدي محمد فند ما وصل إليه حماه الله بادلة دامغة لا تقبل التأويل أو التخمين.

٢. اكتشفت ان حماه الله اعتمد على وثائق وجدها في الانترنت وقد تابعت قبل فترة نسابة اردني واخر من الحجاز قالا انها مزورة وان الشخص(أمازيغي اسمه السكدالي) الذي نشرها هو من زورها و أثبتوا ذلك من خلال تقنيات حديثة!، فاستغربت كما استغرب الدكتور محمد سيدي محمد ان يفوت هذا على حماه الله واعلم به انا مجرد هاوي؟!!!!.

٣. احال حماه الله إلى مؤرخين سبقوا بني معقل بثلاث قرون ليستشهد بهم على قولهم في قوم جاؤوا بعدهم بثلاثمائة سنة!!!!.

٤. استخدم حماه الله بعض تحليلات DNA المنشورة في الانترنت كمصدر لنفي نسب بني معقل إلى جعفر الطيار بحجة ان احد هذه التحليلات ظهر من فصيلة عرب اليمن، في حين انني انا شخصيا قد يظهر تحوري مخالف لاسرتي المباشرة فما بالك بقبيلة منذ اكثر من ٨ قرون على الاقل؟!، كما أن النسابة لم يعتمدوا بعد DNA في تحقيق أنساب المجموعات.، ومع ذلك فقد ذكر د. محمد سيدي محمد او ذكر بتشديد الكاف د. حماه الله باحالة للاستاذ محمد محمود ودادي يذكر فيها ان التحور الوحيد الذي شاهده يعود للانساب العربية هو لشخص من بني حسان، في حين أن تحورات الموريتانيين الذين اجروا الفحص في نفس الوقت هي امازيغية ومن مجموعات قال حماه الله أن انسابها عربية فكيف يؤمن بهذه وينكر تلك؟!.

ه. كيف غفل أو تغافل حماه الله عن إجماع نسابة موريتانيا و العراق و الخليج و مصر واليمن و بلاد الشام على جعفرية بني معقل؟ وكيف ينكر نسب مؤلف الكتاب نفسه العالم الورع والقاضي المعروف صالح بن عبد الوهاب والذي أقر كل الذين حققوا الحسوة قبله بما ذهب إليه صاحب الكتاب؟!، ام ان حماه الله حقق الحسوة فقط ليقول ان بني معقل من عرب اليمن وليسوا جعافرة؟!.

ملاحظة: لدي ردود د. محمد سيد محمد المهدي مجموعة في كراس صغير من يرغب ان يوصلها للدكتور حماه الله فهي موجودة للاستفادة منها لمراجعة تحقيقه لكتاب الحسوة.

والله تعالى اعلم

علي المحجوب أبو صديق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى