لا يريد بيرام حوارا يفضي إلى معالجة أزمة ويسمح بإصلاح خلل في المنظومة المعمول بها، لأنه يدرك أن مصائد السقطات والهفوات والأخطاء التي تقع فيها الحكومة هي ذاتها مزارع يخصب فيها الامتعاض ويصنع منها الخطاب فتتولد الأصوات…
يثق بيرام وكل من يحيطون به أنه في رئاسيات 2024 لم يحصل إلا على ما أعلن عنه من أصوات فاقت توقعاته، لكن بيرام توهم أن الفرق بين نسبة الأصوات التي حصل عليها في هذه الانتخابات، وتلك التي حصل عليها في رئاسيات 2019 هو حصاد سيتزايد بشكل طبيعي…
يأمل بيرام اليوم في الفوز انتخابات 2029 بعد أن يجر أهم منافسيه إلى شوط ثان، لكن هذا الرهان مشروط بمشاركته في الانتخابات، التي تستدعي -شكلا- حصوله على تزكية قد لا تتكرر مبادرة منحها.
بيرام اليوم يناور من أجل خلق حوار يلغي مقتضيات الحوار السياسي الذي أفضى إلى العمل بالنسبية التي منعته وستمنعه من الحصول على تزكيات خمسة رؤساء لمجالس بلدية، وبيرام اليوم يدعو إلى غضب سلمي ليسهل بهذا الخطاب استصدار تزكية تمكنه من الترشح بعد خمس سنوات، إذا لم ينجح في إقناع الحكومة بالحوار.
باختصار؛ هذه باعتقادي هي خطة بيرام وهي سر دعوته للتظاهر السلمي في الشارع، واحتفاظه بعدم الاعتراض على النتائج أمام الجهات المعنية؛ لأنه يريد أن يوهم الجميع أنه كان على قاب قوسين من المشاركة في شوط ثان، رغم أنه أعلم العارفين أن النسبة التي حصل عليها كانت بسبب قربه في بداية المأمورية، وما ساهم به ذلك التقرب من قرارات وإجراءات اتخذت لصالح موطنين يستحقون على بلدهم، لكن بيرام أقنعهم وسط مربعات ضيقه ودوائر مظلمة أنه كان صاحب الفضل .
تحياتي.
محمد ولد سيدي عبد الله