الاخ الفاضل حمود محمدان المحترم؛
أنا لا ابرئ إيران من دماء العراقيين ولا دماء السوريين علما بأن من صرف مائات المليارات على تدمير العراقيين والسوريين واليمنيين والليبيين والسودانيين وتشريدهم وتهجيرهم وإهانتهم هم ابناءجلدتهم ممثلين فى الأنظمة العربية التى تدعى العروبة والإسلام وتزعم انها سنية والتى تشترك الآن فى الدفاع عن إسرائيل وتعترض الصواريخ الإرانية المتجهة الى تلابيب وبئر السبع وديمونه والنقب وباقى فلسطين المحتلة.
أما فى ما يخص إيران – وأنا هنا لست معنيا بالدفاع عنها – فإنها دولة شيعية مهددة بالزوال من قبل امريكا وربيبتها اسرائيل وعملاء الأمتين العربية والإسلامية ولديها مشروع طموح تحاول من خلاله خلق توازن ردع يقيها من الزوال…
-هذا شيء واضح ومفهوم للجميع- وقد تتعارض مصالحها مع مصالح الدول العربية وفى هذه الحالة قد تغلب مصالحها على مصالح غيرها ، لكنها والحق يقال هي التى ساهمت بفعالية فى تحرير العراق وسوريا من التنظيمات الإرهابية التى صنعتها أمريكا باعتراف قادتها ( اترامب مثلا) وبتمويل عربي كلف مائات المليارات باعتراف رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى الأسبق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى ، وهي التى امدت الفلسطينيين ( السنة ) بالسلاح والطعام والمال ووقفت الى جانبهم سياسيا بينما وقفت كافة الأنظمة العربية ( السنية) القادرة على التدخل عدا الجزائر – وحكومة صنعاء – فى صف نتنياهو المجرم السفاح وهذا لا ينكره الا من يوجد على سمعه وبصره غشاوة.
صحيح ان لإيران مواقف سلبية من العراق لاتعد ولا تحصى تعود لحروب السنوات الثمانى الماضية التى وقف فيها عراق العروبة والإسلام سدا منيعا يدافع عن دول الخليج العربيةكما اسموها فى مجلسهم ( مجلس التعاون لدول الخليج العربية).
وكانت مواقفنا من تلك الحرب والحروب اللاحقة لها التى شنت على العراق واضحة للعيان وأنت شخصيا تعرف ذلك….وتعرف أن وظيفتنا الأمنية آنذاك فى تلك المنطقة لم تمنعنا من الكتابات المؤيدة للمواقف العراقية التى نؤمن بصحة معظمها عدا غزو الكويت باعتبارها دولة شقيقة يمكن حل المشاكل العالقة معها بالطرق الودية.
أما سوريا فلنا تحفظ على مواقف الدول العربية اكثر بكثير من إيران التى وقفت الى جانب السلطة الشرعية التى طالبتها بالتدخل عندما تآمر عليها عملاء المنطقة وتحالفوا مع الصهاينة والإنكلو سكسيون لتنصيب نظام عميل للامريكيين فى سوريا.
ورغم كل الأخطاء والعداوة التى يمكننا اطلاقها على إيران الا أنها – وهذه حقيقة لا تقبل العكس – هي الدولة الوحيدة فى العالم اجمع عربه وعجمه مسلميه ومسيحييه سنته وشيعته التى وقفت الى جانب الفلسطينيين بشهادتهم انفسهم واللبنانيين سنيين ومسيحيين وشيعيين بعد ان تخلى عنهم ابناء جلدتهم واصطفوا مع الصهاينة ضدهم.
ومن الإنصاف للإرانيين ان نذكر مافعلوه يوم فاتح اكتوبر 2024 والذى لاشك أنهم سيدفعون ثمنه، وكان بإمكانهم غض الطرف عن ما تفعله اسرائيل فى الفلسطينيين واللبنانيين اقتداء بما فعلته ام الدنيا مصر والسعودية بلاد الحرمين ومهد الرسالة المحمدية ومهبط الوحي مع جبريل عليه السلام والأردن راعية المقدمات الإسلامية فى القدس والإمارات وباقى الدول العربية والإسلامية بما فى ذلك الدول التى تمتلك الأسلحة النووية وهي كلها دول سنية او حكامها يوصفون بأنهم سنيون.
لهذه الأسباب لا ارى وجاهة لقولك( للعلم قتلت إيران من ابناء العراق وسوريا ملايين القتلى ….الخ)
ردا على فيديوهات ارسلتهالك توثق لحظة سقوط الصواريخ الإرانية على القواعد الإسرائيلية، لأن هذه اللحظة التى لم تلق لها بالا اسعدت الملايين والملايين فى العالمين العربى والإسلامى بغض النظر عن اخطاء إيران الماضية واللاحقة إن حصلت…
فالمواطن العربى كان يتمنى ان يشاهد هذه الصواريخ تنطلق وتسقط على تلابيب وبئر السبع وديمونه والنقب وحيفا وغيرها من احدى الدول العربية المحيطة بإسرائيل بدلا من إيران ولما يئس من ذلك وشاهد الصواريخ العربية فى المرة الماضية تتصدى للصواريخ الإيرانية المتجهة لإسرائيل لم تسعه الفرحة هذه المرة لمَّاشاهد الصواريخ الإرانية تدك معاقل الصهاينة وهم يختبئون فى الملاجئ كالجردان وكبيرهم الذى كان يهدد ويتوعد يركض باتجاه الملاجئ المحصنة خائفا يترقب من الصواريخ الإرانية.
لذا كان لزاما علينا أن نشارك المسنضعفين من ابناء جلدتنا فرحهم ولوكان مطلق تلك الصواريخ هو الشيطان نفسه.
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.