افتتاحية

افتتاحية

تكاثرت الصحف والمواقع ، وافتتحت الإذاعات والتلفزات في اطار سياسة تحرير الفضاء السمعي البصري ، لكن الحاجة ﻻ تزال قائمة لمزيد من المنابر اﻻعلامي الجادة ، إن على مستوى اﻻسهام بجدية في البحث عن المعلومة الصحيحة وتحليلها بأمانة وحيدة وتجرد وبمهنية وإخلاص ، أو على مستوى التشبث بأدبيات وأخلاقيات العمل الصحفي ، سبيلا لخدمة الفرد والدولة والمجتمع ، وإنارة للرأي العام وتوجيهه لما يخدم صالحه ونفعه العام .

إن الصحافة حقيقة هي مهنة المتاعب كما تسمى ، وهي سلطة رابعة تطاول في تأثيرها وسموها السلطات الثلاث ، ونحن في بداية التعاطي مع هذه المهمة النبيلة سنكون أمل القارئ في ملاحقة الخبر ، وضمير اﻷمة في تطلعها واهتماماتها ، معانقين المتاعب واﻹحن ومرحبين بالمخاطر والمعاناة سنتولى هم المواطن وسننحاز له في خوضنا لهذه المعركة

سيان عند ابتناء المجد في وطن من يحمل السيف أو يحمل القلما

لن تلين لنا قناة ، ولن نستكين أمام قوة وﻻ جبروت ، لن نهادن في الحقيقة ،لن يثنينا الكسل ولن يعيقنا الوصب،

أعرض للرماح الصم نحري وأنصب حر وجهي للهجير

وأسري في ظلام الليل وح دي كأني في قمر منيري

سنفتح المغاليق ، وسنصل للخبر الصحيح ، وستكون إضافتنا انتصارا ﻷلق المهنة ، واستحضارا لرسالتها السامقة ، لن تكون الحروف الثائرة صوتا خافتا ، وﻻ محابيا خفيا ، ولن تكون تسوﻻ وﻻ تقوﻻ يدفع إليه موقف غامض وﻻ صريح ، ولن تكون بابا للشائعات المغرضة ، وﻻ مجاﻻ للتزكية وﻻ للتحامل ، لن تكون ثمنا مقبوضا وﻻ سلما منظورا ، إن الحروف ستثور تمكينا للحق ، و لتتربع الصحافة على عرشها كسلطة سامقة تتحمل المسؤولية كاملة وبكل ما لها من تبعات ، ستثور كي يعود للصحفي طهره الممسوس ، ويلبس خيشه المنزوع ، ستثور الحروف مع تلك الجهود المشكورة لبعض الصحفيين الذين يحملون المشاعل واﻻعلام، ويمسحون بجهدهم المبارك اﻷتربة والغبار عن ملامح الصحفي الناصع ، الصحفي الذي ﻻ يشكر بالثمن ، وﻻ يهجوا للمنع وﻻ للابتزاز ، الصحفي الذي يتقيد بثوابت المهنة ، يسجن ويسحل ويموت لتشرق الحقيقة ، يسقي كرومها بشلال الدم والعرق ، سينداح الظلم ، وتتهاوى قامات الكذب أمام ضربات الحروف الثائرة ، سنحز في المفصل ، ونضع الهناء مواضع النقب ، سنشرق شمسا حارقة تفضح المستور ، وسنبدد روائح العطر المكتوم ، نحن ضمير الشعب وروح الواقع ، من كليهما نتشكل وننطلق ، والحروف الثائرة نور على كل بر تقي ، و نار على كل فاجر شقي .

التجاني عبود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى