الأخبار

د. محمد سيدى محمد المهدى يعزي في رحيل العقيد الشهم عمر بن ابيبكر

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأوفاة المغفور له بإذن الله العقيد الشهم البطل المغوار المتجاسر صاحب الخلق والاخلاق الرفيعة / عمر بن ابيبكر الجعفرى الداودى.
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون.
لله ما أخذ وله ما ابقى وكل شيء عنده بقدر مسمى.
كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون.
كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
اللهم وسع له فى قبره مدَّالبصر واجعله روضة من رياض الجنة ولاتجعله حفرة من حفر النار .
اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .
اللهم اغسل ذنوبه وخطاياه بالماء والثلج والبرد.
اللهم انزله منازل العلِّيين مع النبيين والصدِّقيين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا.
نعم الرجل الكريم العفيف الشهم أنت ، ونعم الضابط القائد الفذ المثقف الكاتب الذى لا تأخذه فى الله لومة لائم أنت ونعم الشهم المتميز الذى إذاقال صدق ، وإذا وعد اوفى وإذا أؤتمن حافظ على امانته.نعم أنت خلقا وخلقا وسجية.
عشت كريما عزيزا رافعا رأسك يداك البيضاء مبسوطتان بالخير لكل من يحتاجه رافعا الظلم والمعاناة عن كاهل الضعفاء والمغلومين والمغلوبين على امرهم ممن جار عليهم الزمن ولم ينصفهم الظالمون.
جسدت ذلك فى تعاملك الإنسانى النبيل مع نزلاء سجن ولاته – سيئ الصيت – الذين كانوا يئنون قبل قدومك تحت وطأة قساوة الحياة والمعاملة الصارمة التى تخرج صاحبها احيانا عن طورالإنسانية وتجرده من الأخلاق والقيم والمروءة.
لقد تكسَّرت تلك القوانين والتعليمات تحت شهامتك وحسن خلقك وقوة إيمانك وعدم التفاتك لمن هم اكبر منك رتبة ووظيفة.
لقد تنفس سجناء ولاته عبق الإنسانية عندماوطئت قدماك الطاهرتان ترابها ، فعادت اليهم انسانيتهم وآدميتهم ورفعت عن كاهلهم الظلم والمذلَّة والمعاناةالتى كانوا يعانونها ، فوفَّرت لهم الدواء والماء والمأكل والمشرب ورفعت عنهم شطرا من الاعمال الشاقة المحكوم عليهم بها وعاملتهم بإنسانية وبخلق راق وممتاز وخصال حميدة ارتضعتها من ثدى أمهاتك وجدَّاتك وورثتها ابا عن جد.
إنها قيم العروبة والإسلام والنخوة والنبل والشهامة والفروسية التى زرعها آباؤك واجدادك منذ وطئت اقدامهم هذه الصحراء القاحلة فى وسط القرن السابع الهجرى الثالث عشر الميلادى فحولوها الى ارض عربية تلهج ساكنتها بلسان عربي مبين مشبع اهلها بقيم الإسلام وقوة الإيمان الممزوجين بالكرم والفروسية والشجاعة والإقدام.
رحمك الله وجعل جنة الخلد مثواك.
وجعل كل اعمال الخير التى قمت بها فى ميزان حسناتك.
تعازينا القلبية لكافة الشعب الموريتانى بصفة عامة والى سكان لعصابه وقبيلة اولاد داود بصفة خاصة والى كل من أسرتيْ الفقيد أهل ابيبكر وأهل طلحة وعشيرة اجعافره بصفة اخص.
الدكتور المحامى / محمد سيدى محمد المهدى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى