مقالات

الرئيس اعلي ،الحسن الثاني ،عبد الناصر…وموت الفجأة

اينما يكون الانسان فان الموت سيدركه ولو كان في برج مشيد فالملك الحسن الثاني رحمه الله لم يمنعه القصر من قابض الارواح ففي الثالث والعشرين من يوليو 1999توفي الملك بغتة عن عمر يناهز سبعين سنة وفي الثامن والعشرين من سبتمبر 1970 توفي الرئيس المصري جمال عبد الناصر فجأة بنوبة قلبية عن عمر يناهز اثنين وخمسين سنة ولربما يكون تدخينه المفرط سبب غير مباشر للوفاة.
وفي زوال يوم الجمعة الخامس من مايو 2017 توفي الرئيس اعلي ولد محمد فال رحمة لله عليه عن عمر يناهز اربعا وستين سنة في البادية و تناد الموريتانيون جميعا للترحم عليه و الصفح عنه والدعاء له والتسليم بالقضاء لان ذلك هو شيمة الشعب الموريتاني فيتحد عند كل مصاب جلل.
بعد وصول جثمانه الي العاصمة توافد الجميع الي مسجد ابن عباس للصلاة علي المغفور له بإذن الله بعد ان غسل وجهز في منزله وبعد ذلك نقل الي مقبرة لكصر حيث ووري الثري بجوار امه وليس من اللائق ان يطلب شخص خارج عائلة الراحل تأجيل الدفن خاصة وان جميع الاجراءات قد اكتملت ولحظ الفقيد انه توفي زوال يوم الجمعة وتلك علامة للسعادة فكيف بمن يحبه اكثر من عائلته يريد تأجيل دفنه لكي لا يدرك اجر من دفن يوم الجمعة، ولنتساءل هل هنالك قوم اعز عليهم الرئيس اعلي من اهله؟ انها لمضحكة !
ان لكل سياسي خصوم واصدقاء خاصة لمن تقلد الشأن العام وليس من المنطقي ان كل مكروه يأتيه سببه الخصوم ولو كان كذلك لتهم خصوم عبد الناصر والحسن الثاني رحمهما الله بوفاتهما لكن تنوعت الاسباب والموت واحد.
ان موت الفجأة اصبحت كما كانت ظاهرة لا تفرق بين الغني والفقير وبين الرئيس والمرؤوس ففي السادس من مايو 2017 وبينما كانت النائبة البرلمانية الفرنسية كورين ارهل ذات الخمسين من العمر في مهرجان لدعم المرشح للرئاسيات إيمانويل ماكرون وعندما اخذت الكلام وكانت اخر المتدخلين فاذا بالموت يأخذها هل سبب وفاتها هم خصومها؟ الم تكن في اجتماع سياسي؟.
ان الامثلة كثيرة ونتذكر الوفاة المفاجئة لوزير التجهيز والنقل محمد ولد خون رحمه الله وهو يشغل الوظيفة هل طلب اهله تأجيل دفنه لمعرفة سبب الوفاة بل سلموا بالأمر لانهم مؤمنون بانه اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
وفي الثامن من اكتوبر 2017 توفي وزير الصحة التونسي سليم شاكر الذي كان يشرف علي سباق ما راتن منظم لصالح مرضي السرطان بعد ان مشي 500 مترا في السباق والقي خطابا وعندما ركب سيارته باغتته المنية وتوفي علي الفور، تلك بعض الامثلة لا الحصر علي موت الفجأة التي لم تعد غريبة لافي الزمان ولا في المكان .

محمد محمود ولد عمار: المدير المساعد لسوق السمك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى