يلاحظ المتابعون للشأن السياسي والإداري بالبلد وجود جماعتين بكل “الهيآت القيادية الموسعة” للمنظمات و التشكيلات السياسية و النقابية و الجمعوية و الوزارات و المؤسسات العمومية و الهيآت الخصوصية:جماعة قليلة العدد غالبا، قادرة علي إنتاج و إبداع الأفكار وإخراجها و تحبيرها و إشهارها و التعبير عنها و ترجمتها عند الاقتضاء إلي خطط عملية مشفوعة بمصفوفات للمتابعة و التقييم و يحسن وصفها “بالممونين بالأفكار”.
و جماعة أخري كثيرة العدد عاجزة عجزا علميا و فنيا و أخلاقيا تسعي دائما إلي احتكار مراكز الاهتمام واحتلال مظان التأثير و التقرب إلي قلوب أهل القرار متخصصة في “صيد و صناعة” الأخبار العامة و الخاصة و بثها و النفخ فيها و تطعيمها ببعض بَهَارَاتِ و تَوَابِلِ و أَبَازِيرِ الإثارة و التشويق و نسجها و تلفيقها و فرض التركيز عليها و صرف الأنظار عن ما سواها ويجدر نعتها “بالممونين بالأخبار”.
و فرق ما بين المجوعتين كالحد الفاصل بين أصحاب العقول الكبيرة و ذوي العقول الصغيرة مصداقا للمثل الإنجليزي القائل بأن “العقول الكبيرة تناقش الأفكار و العقول الصغيرة تَغْتَابُ الأشخاص” Great Minds dicuss ideas, little Minds discuss People.
و كم من قائل بأن أمر موريتانيا لن يصلح و يستقر و يستقيم أمرها و حالها إلا بانتصار “حق الأفكار” علي “بالطل الأخبار” و ترسيخ ثقافة مكافأة التميز و الاستحقاق و معاقة حملة مَبَاخِرِ الإسفاف و الإرجاف و كذا إحالة رموز عدم الكفاءة و “النميمة المهنية” و “الإرهاب الاجتماعي” إلي سلة المهملات.!!
من صفحة السفير السابق المختار ولد داهي على الفيس بوك