
بقلوبٍ يعتصرها الأسى، وبعينٍ يغلّفها الحزن النبيل، نودّع اليوم أحد أنبل رجالات الوطن، الأستاذ الخليل الطيب؛ الأخ الأكبر، والصديق العزيز، ورجل الدولة في أسمى معانيها. رحل بصمت الكبار، تاركًا في العقول أثر الحكمة، وفي القلوب سكينة المؤمنين.
لقد كان الفقيد نائبًا برلمانيًا لعدة مأموريات، ونائب رئيس حزب الإنصاف، غير أنّ أدواره لم تُقَدَّر بعدد المناصب، بل بمقدار القيم التي حملها. كان صوفيَّ الروح، مسالم الرؤية، متسامحًا مع مخالفيه، متصالحًا مع ذاته، مؤمنًا بأن هذا الوطن يتسع للجميع، لا يرى بين أبنائه فرقًا ولا تفاضلًا إلا بما يجمع ويوحّد.
ولعل من أبلغ ما يُذكَر له أنه لم يقبل تقلّد الوظائف العامة رغم توفر الفرص، كما أخبر بنفسه، مؤمنًا بأن تسيير المرافق يتطلّب قدرًا عاليًا من الحياد والوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف، وهي مسؤولية وصفها بأنها “مُهمّة صعبة لا يتولاها إلا من يقدر على العدل حقًّا”. تلك شهادة صدق على نقاء قلبه وعمق نظره.
إننا في هذا المصاب الجلل نرفع أصدق التعازي وأحرّ المواساة إلى الشعب الموريتاني كافة، وإلى أهل الفقيد وذويه ومحبيه، سائلين الله العلي القدير أن يتغمّده بواسع رحمته، ويجزيه عن وطنه وأهله خير الجزاء، ويُلهم الجميع الصبر والسلوان.
رحم الله الخليل بن الطيب…
رحم الله رجلًا رحل ثابتًا على مبدئه، نقيًّا في أثره، كريمًا في سيرته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
السالم التلاميد



