أزمة تمثيل تهز المشهد السياسي في آمرج وعدل بكرو بعد مقاطعة شاملة لاجتماع وزير الشؤون الإسلامية

تعيش مقاطعـتا آمرج وعدل بكرو منذ مساء أمس على وقع أزمة سياسية صامتة، إثر مقاطعة شاملة وغير مسبوقة لاجتماع دعا إليه وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي السيد الفضيل ولد سيداتي أحمدلولي، في منزله بانواكشوط بحضور محدود اقتصر على أنصاره والمقربين منه.
الاجتماع الذي كان يُفترض أن يشكّل محطة تشاورية لتحضير الزيارة الرئاسية المرتقبة لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تحوّل إلى مؤشر قوي على تصدّع البيت السياسي داخل المقاطعتين، بعد أن قاطعته أبرز القيادات المحلية والمنتخبين وأصحاب التأثير القبلي والسياسي.
وشملت المقاطعة الشيخ العافية ولد محمد خون، والوزير السابق أحمديت ولد الشين، ونائب عدل بكرو سيداتي ولد شيخنا، وعمد البلديات الخمس التابعة لآمرج، وعمد بلديتي عدل بكرو والمصكول، إلى جانب رئيس حلف “الوفاء بالعهد” محمد الأمين ولد اكية ورئيس حلف “الإنقاذ” أحمديت ولد امحيمد، وعدد كبير من الأطر والوجهاء.
وبحسب مصادر متطابقة من داخل المقاطعتين، فإن أسباب المقاطعة تعود إلى اقتناع واسع لدى النخب السياسية بأن الوزير الفضيل ولد سيداتي لا يمتلك الشرعية التمثيلية الكافية ولا الإجماع السياسي الذي يخوّله الحديث باسم المقاطعتين أو قيادة التحضيرات لزيارة الرئيس.
وترى هذه الأوساط أن محاولة الوزير الظهور كواجهة سياسية موحدة للمقاطعتين مثّلت استفزازًا للفاعلين المحليين، خصوصًا في ظل ما يعتبرونه تهميشًا متكررًا للقوى التقليدية ذات الحضور الميداني والتاريخي في آمرج وعدل بكرو.
ويرى مراقبون أن الوزير يواجه اليوم أكبر اختبار سياسي له منذ توليه المنصب الوزاري، إذ كشفت المقاطعة الجماعية عن عزلة سياسية متنامية قد تُضعف موقعه داخل المشهد المحلي وتحد من قدرته على التأثير في التوازنات الداخلية، خصوصًا مع اقتراب الزيارة الرئاسية المنتظرة .
منصة الشرق



