يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادحلي فى عبادى وادخلي جنتى ( صدق الله العظيم ).
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره
ننعى اليكم والدى وشيخي وقدوتى وقرة عينى وكل شيء فى حياتى المغفور له بإذن الله العالم الجليل الفقيه الحافظ المجازى النحوي اللغوي العروضى البيانى المنفق فى السبيل كافل اليتامى والأرامل بانى مجد أهل بومالك بصفة عامة وآل محمد المهدى بصفة خاصة فى منطقتي آفطوط وتكانت شيخى وقرة عيني أذكى اقرانه واعزفتى تمخض عنه مجتمعه من النخب البومالكية فى زمنه …حمل صفات وصفات وصفات وقيم وأخلاق فاضلة عز على الكثير نيلها
ذكاء ونبلا فضلا وفصاحة وفطنة وفهما …خلقا وخلقا / سيدى ولد حاتم زمانه الرجل السياسي الحازم الحافظ عبد الرحمن ولد العلامة المجتهد قاضى المشكلات محمد المهدى ولد العلامة الأجل الذى بلغ درجة الاجتهاد والترجيح سيدى ولد الفقيه الحافظ المجاز السياسى المخضرم القاسم ولد العلامة الجليل الرئيس محمد ولد علامة زمانه الحافظ النحرير المؤسس الأول لنوات قبيلة اهل بومالك الطالب المبارك سليل الدوحة الشريفه البومالكية التروزية الجعفرية الهاشمية تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته والهمنا وذويه الصبر والسلوان…
وإنا لله وإنا إليه راجعون…
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ..
لقد انهدَّ ركن اساسي من أركان الإسلام فى منطقة آفطوط كان طودا شامخا كالجودي الذى رست عليه سفينة نوح عليه السلام ظل يأوى الضعيف والفقير والمسكين وذوى الحاجات يتلقاهم بوجه بشوش يتلألؤ ضياء ونورا يوسع لهم فى مجلسه العامر بالفضلاء والنبلاء وطلاب العلم والمستفتين والمتقاضين كل ستقضى حاجته بسرعة وبسرية تامة…كان العلامة سيدى ولد عبدالرحمن ولد محمد المهدى كا الطود الشامخ فى منطقة آفطوط ذاع صيته فيها وفى تكانت وفى منطقة اركيبه بنى مجدا تالدا لمجتمعه البومالكى ولأخواله( ادوعيش) كان طودا عظيما وحصنا حصينا لآل بومالك ذاع صيته فى الآفاق مثل قومه وأهله احسن تمثيل استظل بظله العديد والعديد من الأسر من غير اهله واخواله من جيرانه….قربهم وآخاهم وآواهم وقاسمهم ماعنده.
كان رحمه الله جسرا قويا ربط بين لقلال وادوعيش بصفة عامة وبين اهل بومالك ولكوانيط بصفة خاصة..
كان همزة وصل بين لقلال وجميع قبائل الزوايا فى المنطقة….كان محببا مبجلا مكرما لدى فقهاء وعلماء وقضاة المنطقة من تجكانت ولمتونه واتمدك….كان يحظى بتقدير خاص من علامة زمانه القاضى محمد المختار ولد الطيب ولد اجميل وكذلك زميله وخليله العلامة محمد شيخن ولد اباه ولد محمد الأمين.
وهكذا نبلغكم أننا قد
وارينا لتونا التراب احد القضاة المحققين المنصبين الذين عناهم الشيخ خليل بقوله:
( وإنما يحكم فى الحبس وضده…الخ القضاة المنصبون ).
لقد خسرت الأمة الإسلامية الموريتانية عالما جليلا توفى وهو يحفظ جميع المتون التى سبق له وان حفظها فى صغره كما خسرت بلدية السدود بصفة عامة وقرية السياسة والقرى المجاورة لها بصفة خاصة عالمها وقاضيها وفقيهها ومفتيها وشيخ محظرتها…وعاقلها وحكيمها وبانى مجدها وراعى حماها وقاضى حوائجها جعل الله ذلك فى ميزان حسناته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
لم يبق لنا من يقضى ولا من يفتى ولا من يقرئ القرآن أو الفقه او النحو…
سيبكيه القريب والبعيد ستبكيه المحظرة ويبكيه المسجد وطالب القرآن وعلومه وطالب الفقه ومن افتى له ومن قضى بينهم ومن استظل بظله وشرب من لبنه وطعم من مائدته ….ولولا ان يكون فى الأمر رياء لبتنا نعدد خصاله ومكارمه وشيمه ومناقبه واخلاقه الفاضلة.
لقد خسر اهل بومالك كما لكوانيط احد علمائهم المرزين الذين عبوا العلم دون تعب ودون كد وبرحيله ودَّعوا احد اهم رجالاتهم العلمية والسياسية والإجتماعية.
اللهم إنه عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيته بين يديك كان يشهد ان لا اله الا أنت وان محمدا عبدك ورسولك..
اللهم إن كان محسنا فزد فى احسانه والا فتجاوز عنه ياربالعالمين…
اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب..
اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم وسع له فى قبره مدى البصر واجعله روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.
اللهم اغسل ذنوبه وخطاياه بالماء والثلج والبرد.
اللهم آمين يارب العالمين.
اللهم آنس وحشته وارزقه دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من اهله.
اللهم وفقه فى الإجابة على سؤال الملكين
ابن الفقيد الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.
