على من يطرحون علينا شروط التعايش المشترك أن يفهموا أنهم واهمون ..
على من يجعلون من عداء شعبنا تجارة ، أن يفهموا أنهم اختاروا طريق الإفلاس الأسوأ..
على من يعتبرون صمتنا ضعفا ، أن لا يجربوا “جهلنا”..
على شعبنا الطيب اليوم ، أن يلملم جراحه الثخينة و يستجمع قواه للنهوض في وجه كل العابثين بمصيره..
على شعبنا الذكي اليوم، أن يعري حقيقة كل المتلاعبين بمصيره ، ليقول للجميع ” انتهت اللعبة”..
على من يتكلمون دون أي وجه حق، باسم شرائح لا تعرفهم و أثنيات لا يمثلون فيها، لا حتى أنفسهم، أن يفهموا أن الزمن تجاوز منطقهم و حيلهم و طرق ارتزاقهم : إن لموريتانيا رب يحميها و أبناء يعون كل خلفياتكم ، مستعدون للذود عن حرماتها بأموالهم و دمائهم..
النظام الموريتاني وحده هو المسؤول المؤتمن و الممثل الشرعي و الناطق الرسمي باسم كل المواطنين و كل الشرائح و كل الجهات ..
النظام الموريتاني وحده ، هو المالك الوحيد لكل الأراضي الموريتانية و المخول الوحيد لمنحها و بيعها و تأجيرها المؤقت و الدائم، لمن يشاء..
النظام الموريتاني وحده ، هو الوحيد من يملك القوة القهرية ؛ لا أحد يعتدي على أحد و لا أحد يملك حق الانتقام لنفسه و لا أحد يقوِّم أو يقيِّم اعوجاج غيره بغير اللجوء إلى السلطة.
طاعة النظام الموريتاني في الحق و الباطل ، إلزامية على الجميع من رئيس الدولة إلى الشرطي الواقف على التقاطع و عدم احترامها يجب أن تكون مخالفة أكبر من كل عقوبة..
هذه هي الدولة التي تحمي الجميع و توجه الجميع و يثق فيها الجميع و يطمئن الجميع لقدرتها و عدالتها و مساواة الجميع أمامها ..
لا يوجد اليوم في موريتايا، غبن منظم أو موجه في حق أي مواطن أو شريحة أو جهة و إنما هناك فساد و فوضى تمس مصالح الجميع و يتضرر منها الجميع و ينبذها الجميع..
لا توجد في موريتانيا عنصرية و لا تمييز و لا ضغينة و لا عبودية من أي جهة لأخرى (إلا ما في نفس بيرام و تيام صامبا اتجاه البيظان)، و إنما هناك فقر بسبب الفساد، ما كان له أن يكون، تحوَّلَ إلى شماعة لرمي النظام بكل الأوصاف و عجزه عن الدفاع عن أي حقيقة ..
و بالمقابل ، على الجميع أن يكون رقيبا على السلطة في حدود احترام الدولة ، لا من أجل عيون النظام و لا تملقا له و إنما لأن الدولة أهم منه و منا و لأن قليل وجودها أكبر و أهم من كثير أخطائها..
ما يحدث اليوم في موريتانيا، لم يعد مقبولا على الإطلاق :
يجب أن تسترد الدولة هيبتها المتمثلة في احترام قوانينها و طاعة وكلائها حتى لو كانوا على خطأ ..
و إذا كان بيرام و تيام صامبا وأمثالهم يعبثون اليوم بوحدة البلد بخطاباتهم العنصرية الكاذبة، فإن النظام يعبث من جهته بهيبة الدولة من خلال ارتشاء وكلائها و استهتار أطرها و غياب عقوبة العابثين بمصالحها ؛ فماذا بقي من الدولة اليوم لنحترمه أو نستهزئ به ؟
و ما الفرق بين هذا و ذاك في الممارسة و النتيجة؟
على النظام أن يفهم أنه لن ينال احترام المواطن إلا إذا كان محترما..
على النظام أن يفهم أنه لن يستطيع فرض احترامه إلا باحترامه ..
على النظام أن يفهم أنه لن يستطيع صنع احترامه بجبال الأموال و لا الجيوش الجرارة ، ما لم تكن خدمة المواطن همه الأول و بسط العدل هاجسه الأكبر و فرض المساواة واجبه المقدس ..
فماذا ينقصنا اليوم، لنكون شعبا محترما و سلطة مسؤولة في فضاء أريحي؟
صدق المتنبي ، ما أروعه و أعمقه و أدق تعبيره، حين قال :
“و لم أر في عيوب الناس عيبا ..
كنقص القادرين على التمام”