من أكثر المواقف قساوة، ذلك المشهد الأخير من إحدى حلقات هذه الحياة، الذي تودع خلاله أخا وصديقا تجذبك أحاديثه ويستدعيك كرمه، كلما عنّ هم، أو أحسست أنك بحاجة إلى متنفس يرفع ضيق هذه الدنيا.
لقد وفرت طلاقة وجه صديقنا المرحوم الشاب لكبيد ولد العتيق، حاجتنا إلى مجالس ننكسر فيها أمام حركاته المسكونة بالكرم، وأحاديثه التي ساقت إليه قلوب الناس، ومعالجاته الذكية للمستجدات.
اللهم اغفر له وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه. اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة.