تفاجأ العالم كله اليوم 20 إبريل 2021 بخبر وفاة الرئيس التشادي “إدريس ديبى”متأثرًا بجروحِ إصابته بجبهة القتال ضد محاولة من المحاولات العسكرية المتتالية لاقتلاعه من الحكم .
لا أحد كل يتوقع هذه النهاية الدموية السريعة للرئيس “دبى “أيامًا معلومات بعد انتخابه لمأمورية خامسة رغم أن كل عناصر عدم الاستقرار كانت بادية:انقلاب متكرر على الدستور ،تجاذب قبلي و مناطقي ساخن، شبه حروب عصابات على الحدود الأربع مع ليبيا،السودان،وسط إفريقيا،الكاميرون؛حرب خارج الحدود ضد الحركات الإرهابية؛علاقات لئيمة مع الكيان الصهيوني ،…
أما وقد حصل ما حصل- و إن لم ندْرِ على سبيل الجزم كيف حصل- و قتل الرئيس إدريس و عُطِّلَ الدستور و حَلَّ مجلس عسكري يترأسه نجل الرئيس الراحل فإن مجموعة G5خصوصا و المجموعة الدولية عموما مطالبة بمعالجة “المستجد التشادي” بكثير من الحنكة و الحكمة و شيئ من الخروج على المألوف،…
إن على مجموعة G5 و قد قُتِلَ رئيسها الدوري إدريس دبى رحمه الله أن تبادر لعقد قمة طارئة تنتدب خلالها رئيسا دوريا يكلف أساسا بمساعدة اتشاد على عبور “المنطقة الانتقالية”بإجماع و سلام و إرساء نظام سياسي قوي سياسيا و عسكريا و اقتصاديا،…
و واجب على المجموعة الدولية كلها (الأمم المتحدة،أمريكا،روسيا،أوروبا،منظمة المؤتمر الإسلامي،الاتحاد الإفريقي،…) أن تدعم G5 من أجل حل عاجل غير تقليدي يكون قطيعة مع المعالجة التقليدية لأزمات الحكم بإفريقيا و التى تميزت دائما ب”نسخ و لصق”نماذج حلول كثيرا ما تميزت بالبطء الشديد و عدم النجاعة و غياب الحل الجذري و “تخفيف آلام الأزمات”بدل علاجها.
و من البدهي أن منطقة الساحل لا تتحمل “دولة توتر” أخرى خصوصا من حجم دولة “اتْشادْ” التى كان جيشها الوطني الموحد من أقوى جيوش المنطقة و أكثرها جرأة و بسالة فى مواجهة الحركات الإرهابية التى تستوطن بعض الجيوب ببعض دول المنطقة.
و إذا كان من رابح فى ما حدث و يحدث بدولة اتشاد الشقيقة فهو من دون شك و لا منافسة الحركاتُ الإرهابية و حلفاؤها الذين قد ينشغل عنهم فى أمور البيت الداخلي أحد أعتى جيوش المنطقة كما سيخطف الشأن التشادي أنظار الأصدقاء و الحلفاء مما قد تستغله الماكنة الإرهابية فى تقوية صفوفها.
و بَادِيُّ الرأي ساعات بعد هذا الحدث المفاجئ هو أن مبادرة الجيش التشادي بإعلان “مجلس حكم عسكري انتقالي”تفاديًا للفراغ أمر وارد لكنه لن يجلب نَفَسًا من الاستقرار ما لم يُشفع بشفاعة عاجلة من الإخوة ب G5 و سند دولي ناصح و صارم من أجل تشكيل حكومة مدنية تباشر مسارا تصالحيا بآليات غير تقليدية تتوخى النجاعة و الحفاظ على اتشاد قوية عسكريا مستقرة سياسيا.
الختار ولد دهي ، سفير سابق