العلامة ولد بيه في مقابلة مع صحيفة إماراتية: لا فرق بين عالم السلطان وعالم الشارع إلا قوة الحجة
قال العلامة عبد الله ولد بيه إنه ” لا فرق بين عالم السلطان وعالم الشارع إلا البرهان، فالذي يأتي بالبرهان الجيد هو من يجانبه الصواب” وتساءل ولد بيه “ما الضير في عالم السلطان إذا لم يخطئ فيما قال”.
تصريح ولد بيه جاء في مقابلة مع جريدة “الإتحاد” الإماراتية والتي تناول خلالها دور الإعلام، قائلاً إننا «ننظر أيضاً لأهمية الإعلام وهو مقدمة ونتيجة، ولذلك نتمنى أن يساعد الإعلام العلماء في ترشيد المجتمع، والكلمة التي أوجهها لإعلام هو أن يكون جزءاً من هذه المبادرة لإشاعة السلم في المجتمعات، لأن الحرب أولها كلام، وهذا الكلام هو الذي يقوله الإعلام، فالإعلام هو جزء من المشكلة، ولكنه يمكن أن يكون جزءاً من الحل، ولهذا ندعوهم للتضامن معنا ومساعدتنا في توصيل الرسالة، نحن سنقوم بالتأصيل، وهم يقومون بالتوصيل».
وعن فوضى الفتاوى قال ولد بيه :«هناك فتاوى في الصلاة والصيام والحج، فهامش الخطأ في هذه الفتاوى قد لا يكون كبيراً إذا كان من يفتي له علم ويراجع المدونات، لكن هُناك فتاوى في الحرب والسلام وفي الكفر والإيمان، وفي القضايا المعروفة في الفقه بالسلطانية وأنظمة الحكم، هذا النوع من الفتاوى لا يجوز أن يتعاطاه من لا يدرك أبعاد الواقع، أو لا يدرك الواقع بجميع أبعاده، ولا يدرك المآلات والتوقعات التي تُفضي إليها هذه الفتوى، هُنا إشكال كبير يجب أن يوقف أصحابه، ويقال لهم: توقفوا لأن هذا الأمر تحفه المصالح والمبادئ والشعور والأسباب والموانع، وبالتالي لا يتاح لكل أحد أن يدرك أبعاده ليفتي فيه».
وأوضح فضيلته أنه سيقترح على المنتدى تبني توصية بأن تحصر الفتوى في هذا المجال، إما على المجامع الفقهية أو على من تعينه الدول للإفتاء، لأن مثل هذا العمل يعرِّض حياة الدول للخطر، وحياة الأفراد وحياة الجماعة. كمن يفتي لجماعة بالدخول في معركة تحت عنوان «الجهاد»، فهو لم يعرض حياة هؤلاء فقط للخطر، وإنما المجموعة البشرية بأسرها، بحيث من يقوم على الحكم سيجد نفسه في موقف خطر، ويواجه حروباً لم يقدر آثارها من أفتى بها، وهذا حرام شرعاً بالتأكيد، وحرام عقلاً، ولذلك لا يجوز أن يترك لشخص قد درس ربما جملة من الأحاديث أو الدروس لا يعرف قربها من أرض الواقع، ولا يميز بين واقع وآخر، وبين زمن وزمن، ولا بين مكان ومكان، ولا بين سياق وسياق ومساقات، فهو يرمي بالفتاوى على عواهنها، ويأخذ نصاً مجتزأ ليستدل به، وليجعله جُنَّة بينه والناس.