فى ظل انتشار الفساد وتدمير مؤسسات الدولة المالية التى هى عصب الحياة التى يرتكزعليها اقتصادها.
نطالب فخامة رئييس الجمهورية بالكشف سريعا عن حجم الفساد والمفسدين وتقديم المتورطين الحقيقيين دون استثناء للعدالة.
إذاكان الإختلاس وتبييض الاموال يأتى ممن يفترض فيهم الأمانة والنزاهة ومحاربة الفساد والمفسدين والسهر على مصالح البلاد والعباد فماذا نفعل لمؤسساتنا المالية والإقتصادية؟
يقول مثلنا الحسانى: ( لهروب الى ج من الكديه لهروب امنين).
إن الحل فى نظرى – وهذا ليس من باب السخرية – يكمن فى استجلاب خبراء اقتصاديين يابانيين لإدارة مرافقنا الحيوية شريطة عدم اختطلاطهم بالمواطنين لئلا ينقلوا فيروسات السرقة وخيانة الأمانة والفساد المستشرى فى البلاد اليهم.
إن ما تشهده البلاد من انحطاط القيم والتخلى عن المروءة والشهامة لم تشهد له مثيلا من قبل لا فى الفترة التى يطلق عليها بعض كتابنا ( فترة السيبة ) ولا فى الحقبة الإستعمارية ولافى ظل الدولة الناشئة إبان فترة رعيلها الأول ولاحتى فى فترة العسكر التى تقتصر فيها رتبه الأعلى على رتبة عقيد.
إن ماحصل فى السنوات الأخيرة ليس اختلاسا ولاسرقة بقدرماهو نهب وسلب منظمين لموارد دولة يراد لها الزوال من الخارطة قامت به عصابة متخصصة فى الجرائم الإقتصادية عقوبتها حددها الله تبارك وتعالى من فوق سبع سماوات فى محكم آياته …وبذلك اخرجها من تأويلات القضاة للنصوص ومحاباتهم لهذا الشخص اوذاك وذلك بقوله جلَّ من قائل : ( إنماجزاءالذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الارض فسادا أن يقتلوا اويصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف اوينفوا من الارض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم ).
والذى يحز فى النفوس ان من فعل ذلك هم ساسة هذه البلاد المتنفذين المتحكمين فى قرارها السياسى والإقتصادى والمالى والذين انتفخت اوداجهم مرات عديدة بأعلى صوت وعلى الملأ بأنهم جاؤوا للسلطة قصد حمايتنا من اللصوص والمفسدين فإذابهم هم اللصوص والمفسدون…وأنهم يضعون انفسهم خدمة للفقراء والمساكين فإذابهم افقروا الفقراء وزادوا فى مسكنة المساكين.
وقدصفق لهم ولمعهم ونافق لهم العديد من الطيف السياسى الذى بدأ الآن يبتعد عنهم ويذرف دموع التماسيح لا لأنه اكتشف حقيقتهم متأخرا كما يدعى بل لأنهم فقدوا سلطاتهم ولم يعودوا ( يطعمون الجائع ويبرئون الاكمه والابرص) ولم يعودوا كذلك اصحاب فكر قومى ورؤى كما روج ازلامهم ولم يعودوا اصحاب رأى سديد ينير دروب الأجيال القادمة ( كعبد الناصر وميشل عفلق وصدام حسين وابومدين والقذافى …وكذا احمد شيخ تورى) كما صورهم من كان يصفق لهم.
إن أمة تساق نخبها كالقطيع يلهث وراء العشب بسبب فتات المفسدين وقيادتها لاتبحث الا عن الثراء السريع على حساب فقرائها بل على حساب بقائها قائمة ، هي أمة لايمكن ان تقوم لها قائمة الا إذا انجبت نساؤها رجالا لديهم بقية اخلاق وعزة وكرامة ويؤمنون حقا ببناء دولة على اساس من العدالة والمساواة…والى ذلك الحين ندعو فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى ان يقوم دون تأخير بتحمل مسؤولياته ويرد للدولة بعضا من اعتبارها – لئلا اقول هيبتها التى لم تعد موجودة – وذلك من خلال الضرب بيد من حديد على جميع اللصوص دون استثناء وتقديمهم للعدالة لينالوا الجزاء الذى يستحقون.
كما نطالبه بأن لايجعل من الموظفة البسيطة فى البنك المركزى تبيبه كبش فداء ويترك اللصوص الكبار طليقى الأيدى.
لاشك ان مصداقية الرئيس الآن على المحك بل مصداقية الدولةكلها…فالوضع خطير والشارع مستاء جداجداجدا …فإما ان يقوم بمسؤولياته كاملة ودون تأخير وإما ان يتحمل تبعاة تقاعسه عن القبض على المجرمين المفسدين الذين عاثوا فى الأرض فسادا ونخروا فى جميع مفاصل الدولة وقد يدفع هو شخصيا ثمن ذلك قبل الجميع ، فالوضع بلغ درجة من السوء والتأزم لم يعد التغاضى عنها مقبولا لا داخليا ولا اقليميا ولادوليا.
الدكتور المحامى/ محمد سيدى محمد المهدى.