يتوافد أسود إفريقيا على عاصمة الشناقطة ، بدعوة كريمة من فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، لحضور الدورة الـ31 العادية لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد المنظمة من 25 يونيو إلى 02 يوليو 2018 بنواكشوط.، وهذا المنجز الدبلوماسي كان ثمرة مساردبلوماسي رصين ، جسد لجميع الموريتانيين سطوعا في السلم والأمن، مكن أرض العلماء والصلحاء، والأسود الحكماء، قبل23شهرا من إنجاح قمة الأمل ، حين التأم تحت الخيمة الموريتانية ، مؤتمر القمة العربية السابع والعشرين الذي عقد بين 25-27 يوليو 2016، وسبق هذا المؤتمر اجتماعا لوزراء الخارجية العرب بتاريخ 23 يوليو، ناقشوا خلاله16 بنداً، من ضمنها القضية الفلسطينية بحساسيتها التاريخية والمرحلية.
لقد عبرت موريتانيا مسرح عراك الأسود والذئاب العالقة،وخلال عشرية عاصفة ، تمكن بلد الأسود الشجعان الحكماء ، من إخراج الخرفان من القصور، ومن تطهير غابات وسهول الجبال من ذئاب الإرهاب المنفردة، وأصبح للبلد مطاره الدولي وطيرانه غير المؤجر، وملك الآن قصر مؤتمراته الممول من خزينته والملبي لحاجاته، وتحوميت الأحياء في العاصمة ليس بأكواخ الصفيح ، بل بالطاقة النظيفة، والشوارع والواجهات الراقية، والأهم من كل ذلك بصمت بصمة سيادة تجذب ، وبحمد الله وفضله ألقي على وجه بلدنا “قميص أمن من الخوف” تجبى إليه اليوم جهارا نهارا ،خيرات الحرية ، وبركات السلم وعافيته .
لقد مرت عشرية مباركة ، أسف فيها دعاة”الرحيل”، وحبط فيها “المستهزئ”، واقتلع فيها”التكفيريون” من غابة واغادوغو، وانبجس فيها الماء الزلال من البحر إلى النهر، ومن بير امكرين إلى مثلث الأمل بآفطوط، ومن بحيرة اركيز إلى بحيرة اظهر.
صه، صه، ومه ، مه، من بين ضيوفنا الكرام من استأسد ببلاده المفسدون، وناشروا الكراهية، وعملاء المستعمر، وطلاب المال والشهرة، و أغيلمة النفاق والشقاق، فأوردوا شعوبهم وبلدانهم أسفا ، ذلك الورد المورود.
قمة الأسود الأفارقة ، سترسي العهود بإنشاء حراك قوي ضد زمر الفساد تلك ، وتعمل بأناة لإنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية، وهي أحد مشاريع البحث والتطوير المدرجة في أجندة 2063، والتي تمثل الإطار الإستراتيجي للتحول الاقتصادي والاجتماعي المنتظر لقارة الأسود في الخمسين عاما المقبلة، إلى جانب الأطر القانونية الأخرى المتعلقة بتثبيت الشراكة بين الحكامة والتنمية.
أما موريتانيا هذا الوطن الآمن فهي عهد لا يمزق إربا، وأمانة لا تسلم للمفسدين والغلاة غنيمة وسلبا
– سيدي الرئيس- هذا المنكب البرزخي المعشوشب، بئرك الزمزم هذا ، يحميه ليوث بالنهار رهبان بالليل، منذ عناق المغفري والحميري، بمضارب الخيم وبحصير الأخصاص.
لكن –بلابتيه اليوم- ضعاف كرام زادهم التقوى، وأبناء سبيل يضربون في الأرض ضربا ، و بأكنافه أيتام لم يبلغوا الحلم جدارهم يكاد أن ينقض، وعلى أطراف حدوده مآذن توشك أن تنهد، وبمنحنيات هذا (الرباط البرزخي) شيوخ ركع، وأطفال رضع، وبهائم رتع، وعلى بئر سقايته نسوة كرام يقلن لك: ((لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ))،
بلد كهذا لا تسلم أمانته إذا أذن المؤذن، من أسد شجاع حكيم ، إلا إلى صنو معروف بالوفاء ، قد وفى ، أسد قوي وأمين.، يبز بزا، ويعلو كعبا، ويفري فريا، ويقطف من أرضه:: (( عِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا))
حتى يظل زئير أسودنا الحكماء ، يحمي بحق وعدل أرض موريتانيا من أشكال كثر عواءها، من ضيفان إعلام “الجزيرة” المرعوبة ، مرورا ب ” غثاء مرشحي وديان الخرفان المهيضة” ، وانتهاء بقمصان “دماء الذئاب المكذوبة”؟
بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي.