من الملاحظ أنه ما يكون من نَجْوَي ثلاثة و لا أربعة من الموريتانيين الحادبين، غير الغافلين عن مستقبل البلد إلا و كان موضوع “اللحمة الاجتماعية” و “التعايش الشرائحي” و “المظالم الاجتماعية المتوارثة” أحدَ عناوين حديثهم و نقاشهم و التعبير عن شيئ من قلقهم حول تنامي “التطرف و الغلو الشرائحي” و غياب “النخب الخالصة للوطن” عن دورها التنظيري و العملي في رأب الصدع الاجتماعي.
و من أسف أن موضوع ” اللحمة الاجتماعية”يبدو اليوم مختطفا -على الأقل من الناحية الإعلامية- من اتجاهين أحدهما “استفزازي”يستخدم قاموسا سياسيا ينتمى إلى معجم إثارة الفتنة و “الصدام الاجتماعي” و ثانيهما”تبريري” معتبر أن الحال طبيعي و أن الأمر لا يعدو “إملاء” أو “اختطافا”من طرف أجندات خارجية دولية “غير ناصحة و لا صديقة” لبلادنا.
و لأن الانتخابات الرئاسية مناسبة لمنافسة”الرؤى المستقبلية للبلد” أعيد نشر مقترح سبق و أن نشرته من قبلُ يُمثل فى نظرى “الحد المتوسط”لمعالجة”الصدع الشرائحي”الذى أصنفه “الشاغل الاجتماعي رقم 001″الذى يجب أن تبدأ به كل “المقاربات و البرامج الإصلاحية”التى ستتنافس على نيل ثقة الشعب الموريتاني خلال الخمسية المقبلة. و يتمثل المقترَحِ المشار إليه فى المطالبة بإعداد استراتجية لتفادى الصدع الشرائحي تتوخى أهدافا طموحة، عملية، مُرقمة( chiffrés)، قابلة للتحقيق علي مدي فترة زمنية محدودة علي غرار تحديد الأمم المتحدة لأهداف الألفية للتنمية OMD))؛ أقترح أن تسمي ” أهداف الخمسية للحمة الاجتماعية”(Les (Objectifs du Quinquennat pour la Cohésion Sociale-ODCS كما أقترح أن تضم الأهداف الثمانية التالية:-
أولا:التطبيقُ الصارم للترسانة القانونية و التقاليد الإدارية المناهضة للاسترقاق و إجراء مسح استكشافي “فوق الدقة”،شديد الصرامة و شامل التراب الوطني بهدف القضاء النهائي علي الممارسات الشحيحة، المعزولة، المجهولة و “الجاهلة” للعبودية و التى قد تكون ما زالت مستخفية و تحقيق الهدف “صفر عبودية قديمة أو حديثة” خلال ما لا يتجاوز سنة واحدة؛
ثانيا: تخفيضُ نسبة الفقر في مناطق آدوابة و حواضن رواسب الاسترقاق بالمدن بنسبة 50% خلال خمسية اللحمة الاجتماعية؛
ثالثا: ضمانُ نفاذ سكان “حواضن رواسب الاسترقاق” إلي الماء الشروب و الكهرباء و السكن الاجتماعي و مرافق التعليم الأساسي و الصحة القاعدية بنسبة 70%خلال خمسية اللحمة الاجتماعية؛
رابعا: التنفيذُ الحازم لإجبارية ختم الأطفال السلكَ التعليمي الابتدائي بمناطق حواضن رواسب الاسترقاق(نسبة100%) و تخفيض المعدل الحالي للتسرب المدرسي من السلك الإعدادي و الثانوي بنسبة 50%؛
خامسا: إرساءُ برنامج “المحظرة العاصمة” في مناطق رواسب الاسترقاق بهدف حصول خمسة آلاف(5000 ) طالب علي الإجازة في حفظ القرءان الكريم و إتقان نصوص الفقه التمهيدية خلال خمسية إعادة بناء اللحمة الاجتماعية؛ سادسا: تخصيص ُ 30% من الميزانية العامة للاستثمار للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية للمناطق الحاضنة لرواسب الاسترقاق و ردم الفوارق التنموية المناطقية؛
سابعا:استحداث ُ سياسة إسكانية و عمرانية لتشجيع “التساكن الشرائحي” و تحريم نشوء”الغيتوهات ” و “الأحزمة الحضرية “غير طيبة الذكر”؛
ثامنا:استنهاضُ المجتمع المدني و المجتمع التقليدي و المنظمات الخيرية الوطنية و الدولية و الشركاء الإقليميين و الدوليين و المبادرات الفردية من أجل اعتبار مناطق حواضن رواسب الاسترقاق ” مناطق تدخل تفضيلي”” Zone d’Action Privilégiée(ZAP) ”
المختار ولد داهي،سفير سابق