لا ضير في الخلاف السياسي فالأحادية و “التًطَابُقيًةُ” السياسية قَتًالَةٌ للمواهب مَزرَعَة للجمود و البَوَارِ والتقهقر بل إني من الذين يعتقدون أن سُمُوً السياسة و نبلها و فائدتها و متعتها و أناقتها وجاذبيتها إنما تتحقق في ظل “مُطَارَحَاتِ” التعدد و التنوع و “صدامات” الأفكار و الطموحات المجتمعية المقيدة بقاعدة “الاختلاف الانتخابي بإحسان”.
و أقصد ” بالاختلاف الانتخابي بإحسان :”سعيَ كل الأطراف السياسية إلي الوصول إلي السلطة أو الاستمرار فيها عبر المنافسة و المُغَالَبَةِ الدائمة للأفكار و الآراء وفق ضوابط الشرع و القانون و النظم و الأعراف و الذوق السليم؛ و تؤدي تلك المغالبة دائما إلي زحام العقول و إنتاج أحسن المشاريع و الإصلاحات التي تضمن التطوير الدائم للمجتمع”.
و حيث أن الانتخابات الرئاسية التى أظَلَّنَا زمانها تعتبر تاريخية بكل المقاييس إذ سيُفْرَقُ فيها أمرُ الديمقراطية الموريتانية مُكْثًا فى الأرض أو “ارتكاسا فى نفس المكان”فإن كافة المتنافسين الرئاسيين مطالبون بالعمل على طهارة الانتخابات من كل الشبهات حتى نحصن بلدنا بالديمقراطية من المخاطر التى تتربص بالمنطقة الدوائر.
و فى اعتقادى أن “خطاب إعلان الترشح” الذى ألقاه صاحب مشروع “المستقبل الآَمِنِ” السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني بَعَثَ برسالة إلى المترشحين المحتملين من فسطاط المعارضة محتواها الدعوة إلى “تنافس انتخابي بإحسان” خِلْوٍ من التجريح الشخصي،متفقٍ على ثوابت و أساسات “الأمة الموريتانية”،شديد السخونة فى ما يتعلق بمغالبة البرامج و الأفكار الساعية إلى تحقيق “نهضة موريتانية” اعتبرَ أن ركائزها ثلاثة:الديمقراطية الراسخة و إطفاء المظالم الاجتماعية و الحكامة الاقتصادية النظيفة.
كما أن الرسائل الإيجابية الواردة من بريد الحكومة إلى “التحالف الانتخابي المعارض” من مثيل قبول مبدإ مراجعة تشكلة اللجنة المستقلة للانتخابات رغم ضيق الوقت الفاصل مع تنظيم الاقتراع الأكبر كلها مؤشرات تؤكد حرص “قطب الموالاة” على تسيير التنافس الانتخابي المقبل بالتى هي أحسن.
و لا أستبعد أن يعتقد بعض المراقبين أن “شبه الهدوء” -غير المتوقع-الذى ميز خطاب إعلان ترشح منافسين أعلنا ترشحهما حتى الآن إنما يعود إلى “الإيقاع التنافسي بإحسان”الذى دشنه خطاب إعلان ترشح محمد ولد الغزوانى .
و تثبيتا لهذا “التوجه المبشر بالتنافس الانتخابي بإحسان فهل يجوز لنا أن نتوقع ميلاد “ميثاق تنافس انتخابي بإحسان”يوقعه كافة المترشحين،ميثاقٌٍٍ يستبعد استبعادا “الخشونات اللفظية” و يحرم تحريما مغلظا تأجيج النعرات و الحَمِيَّاتِ العرقية و الشرائحية و المناطقية و القبلية لأغراض انتخابوية.
المختار ولد داهي،سفير سابق.