دولة عزيز دولة الأوامر ، والتعليمات وليست دولة القانون ولا الإدارة ، ولا المنطق ولا الخبرة والنَّاس التي تعطي الأوامر فجة وكأنها غير متعلمة وتعامل الآخرين بأسلوب يوضح عدم الإهتمام بالمساطر والإجراءات القانونية ، بل وإحتقارها .
الأجهزة الأمنية لا يكلفها أيّ شيء أن تسلبك ممتلكاتك وحريتك بسبب تعليمات تعسفية يتم إستعمالها بتعسفية أكثر أيضا . الدستور الموريتاني يمنح لكل مواطن حرية التنقل ولا يمكن أن يمنعه من ذلك إلاّ القانون أو الأحكام العرفية ، وإذا كانت هناك مناطق محظورة لأي سبب يجب ان يعرف العموم ذلك بواسطة إجراءات الإشهار والتشهير المعروفة، ولا يكون أمر سري ويستخدم كذريعة عند الحاجة من أجل التنكيل بالمواطنين في بلدهم ، وتبرير سلوك غير قانوني وغير أخلاقي في حق المواطنين ، ثم أن حيازة الأسلحة بالنسبة للأسلاك العسكرية وكذلك بالنسبة للمدنيين بواسطة القانون فقط ، والقانون وحده هو من ينظم ذلك فلا يجب سلب سلاح مرخص إلا بالقانون. كما أن تفتيش مساكن المواطنين يجب أن يكون بالقانون .
وحصار المواطنين المساكين الذين لم يجدوا العمل في إفريقيا ولا أووروبا ولا إنواكشوط ولا نواذيبو ولا لكوارب ، ومنع الماء عنهم ، وقد إستولى عزيز على ثروتهم وقسمها على خاصته وجنرالاته وتجاره وصار يطاردهم في الصحراء ويرميهم للعطش ويرسل عليهم مغفلي الدرك يرمونهم بالرصاص الحي ويطاردونهم وقد قيل أن سيارة تمت مطاردتها وإنقلبت في “رك أوداع “ومات فيها ستة أشخاص وفرت السيارة التي كانت تطاردهم ولم تخبر بهم حتى عثر عليهم راكب جمل بواسطة رائحة التعفن هذا متواتر عند الناس وهو إن كان صحيح أكبر جريمة .
ماذا يريد منا عزيز هذا ، أيريدنا أن نكون مثل الفلسطيينين مع عصابات الهمج الإسرائيليين في أرضنا . ما له وهؤلاء الفقراء التعساء الذين إستدانوا بما لا يملكون وحملوا أرواحهم في أيديهم وهم يبحثون فقط عن أمل ، لم يساعدهم في الماء ولا في الدواء ولم يتحمل عنهم أي شيء وعند ما جاد الله على بلدهم بالمعادن لم يحصلوا منها على أي ّ فائدة ، وهاهم الْيَوْمَ في عملية مغامرة جحيم من أساسها، حرارة خمسين درجة مع ريح السموم وانعدام الماء والمأكل فمالذي يريده عزيز عند هؤلاء . لماذا يعطي آلاف الهكتارات للشركات الأجنبية التي تنقب لكي تأخذ المعدن السطحي وتذهب بتغطية شركاء محليين ومازال بعضها يحصل على حماية الدولة مع شركائه المميزين . فالمواطنون أولى خاصة إذا كانت الدولة ليست في حسابهم .ما مشكلتنامع عزيزوماهي مشكلته ومشكلة قواده ومأموريهم مع القانون ، ميزة هذا النظام هو أنه من عزيز إلى أسفل الهرم لا يعبأون للقانون .نحن الْيَوْمَ نرتعش في بلدنا لا قانون لا قيم لا مساطر لا آجراءات الأمور كلها تعليمات من “فوق ” أين هذا الفوق وأي نوع من الفوقية ، فوقية العقل أو المنطق أو القانون أم فوقية الجهل والإحتقار ما لنا وهؤلاء فمتى ستنته دولة السيبة هذه . الأمور كلها لخدمة عزيز لا لترسيخ الديمقراطية ولا لترسيخ قيم التناوب ولا لبناء دولة القانون والعدالة والمواطنة ، لا ،إنها دولة الجنرالات الذين يبحثون عن قبائل أخرى ضعفت وهزلت لكي ويختلقون من خلالها زعامة ويمارسون الضغوط الوظيفية من أجل خلق الدعم لهذا النظام الذي في حرب مع شعبه . نحن نريد لهذا الوضع أن ينتهي .
بقلم محمد محمود بكار