اشرف الرئيس الموريتاني، الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي محمد ولد عبد العزيز، ظهر اليوم الأربعاء 02-04-2014، بمقر الاتحاد الأوروبي، على افتتاح أشغال القمة الرابعة لأفريقيا وأوروبا التي تحتضنها العاصمة البلجيكية بروكسيل.
وعبر ولد عبد العزيز عن شكره لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح للقمة.
وهذا نص خطاب رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الكامل في افتتاح القمة:
أصحاب الفخامة والمعالي
أيها السادة والسيدات،
يأتي انعقاد مؤتمر قمتنا الرابع هذا تكريسا لنهج التشاور الدوري الذي تبنيناه بدءا بمؤتمر القاهرة ومرورا بمؤتمري لشبونه وطرابلس، كما يجسد هذا اللقاء حرصنا المشترك على الارتقاء بالتعاون بين فضاءينا على هدي الاستراتيجية المشتركة بين افريقيا والاتحاد الاوروبي التي صادقنا عليها في لشبونه عام 2007
اننا نتطلع جميعا الى ان تكون قمتنا هذه بداية مرحلة جديدة في تاريخ تعاوننا، تتعزز فيها المكتسبات وتتحقق من خلالها الطموحات المشروعة لشعوبنا في شراكة متكافئة الأطراف، تشمل مختلف المجالات وخصوصا الجوانب السياسية والأمنية علاوة على التجارة والاستثمار”.
وأضاف رئيس الاتحاد الافريقي” أصحاب الفخامة والمعالي ،
أيها السادة والسيدات،
ان المحاور الثلاثة التي تم اختيارها عنوانا لمؤتمرنا، تعكس بصدق اهتمامات بلداننا وأولويات السياسات التي نسعى لتنفيذها، فالاستثمار في السكان يعني بالنسبة لنا في المقام الاول الاستثمار في الشباب، تعليما وتكوينا وتأهيلا لتمكينه من ولوج سوق العمل بكفاءة وهو مايتطلب منا مضاعفة الجهود لضمان نمو قوي ومتواصل، يفضي الى خلق فرص العمل اللازمة لاستيعاب الشباب، ولن يتأتى ذلك دون تحريرالقدرات الإبداعية وتشجيع روح المبادرة الحرة في كنف مناخ استثماري جذاب.
وبذلك نجنب شبابنا مخاطر ركوب الأمواج، بحثا عن حياة أفضل ويجفف في نفس الوقت واحدا من اكبر منابع الهجرةالسرية.
كما يعني الاستثمارفي السكان بالنسبة لنا، حماية رأس المال البشري من خلال مكافحة الأوبئة الفتاكة عبرتطوير منظومة صحية تركزعلى صحة الام والطفل من بين أمور أخرى عديدة.
وفيما يخص محورالاستثمار في ظل الازدهار يتحتم عليناالعمل على تعزيزالتعاون التجاري والاستثماري سبيلا لتحقيق منافع مشتركة في ظل النموالقوي الذي تشهده اقتصاديات دول افريقيا ومؤشرات تعافي دول الاتحاد الاوروبي من مخلفات الأزمة المالية”.
وتابع رئيس الاتحاد الافريقي”لقد خطاالاتحاد الافريقي خطوات هامة في هذاالاتجاه من خلال تبني أعضائه سياسة الحكامة الرشيدة الهادفة الى وضع خطط تنموية تلائم البيئة الطبيعية والاجتماعية وتركز على محاربة الفق والبطالة والأوبئة وترسخ الديموقراطية روحا وممارسة وتشجع حرية المبادرة.
لكن تحقيق الأهداف التنموية القائمة على الشراكة بين المجموعة الافريقية والاتحاد الاوروبي يبقى رهنا بتنفيذ ما قطعناعلى أنفسنا من التزامات.
اماالسلم فهوثالث محورهذااللقاء فمن المسلم به انه لا يمكن تصور تنمية بدون أمن واستقرار وفي المقابل لا يتأتى السلم بدون تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة، هذا التلازم بين الامن والتنمية دفع البلدان الافريقية عموما وبلدان منطقة الساحل خصوصا الى تنسيق سياساتهاالأمنية لمواجهة الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية”.
وأوضح ان هذاالتنسيق الأمني أثمر نتائج ملموسة تمثلت في تراجع العمليات الإرهابية في المنطقة، مبرزاان كل هذه النجاحات تحققت بالتعاون مع شركائناالدوليين خاصة الاتحاد الأوربي الذي نتطلع ـ يضيف رئيس الاتحاد الافريقي ـ الى ان يضاعف جهوده للإسهام بصفة فعالة في تعزيز قدرات الدول الافريقية على مواجهة التحديات وإدارة الأزمات.
وقال رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الافريقي” اصحاب الفخامة والمعالي،
أيها السادة والسيدات،
يطيب لي في الختام ان أكرر الشكر لكم جميعا على حضوركم لقاءنا هذا ونتطلع الى مساهمتكم البناءة في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي، وأتمنى لأعمالنا التوفيق والنجاح والسلام ورحمة الله تعالى وبركاته.