الإعدامات التي ظهرت في شريط الفيديو الأخير الذي نشرته “إمارة الصحراء الكبرى” التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، تحت عنوان “الخونة2″، واستهدفت أشخاصا يتهمهم التنظيم بالتجسس لصالح القوات الفرنسية في مالي، والمخابرات الموريتانية،
تعود وقائعها لفترة طويلة آخرها تم قبل أكثر من شهرين تقريبا، وجميع من تم إعدامهم وظهروا في ذلك الشريط، ينتمون لمنطقة تمبكتو في إقليم أزواد بشمال مالي، وهم:
ـ البشير ولد عفاد الذي يصفه المتحدث في شريط القاعدة بالأفعى ورأس الحربة، ومجند الجواسيس، ينتمي لـ”أهل أروان”، وكان عسكريا يخدم في الجيش المالي، وقد وقع في قبضة عناصر القاعدة وأنصار الدين، نهاية شهر مارس عام 2012 أثناء مشاركته في هجوم لفك الحصار عن مدينة أغلهوك قبل سقوطها في أيدي الحركات الجهادية، لكن أفرج عنه مع عدد من الأسرى.
وقد تم اغتياله من طرف عناصر تنظيم القاعدة مساء يوم 25 سبتمبر 2016، وسط مدينة مدينة تمبكتو، وقتل معه شخص آخر يدعى مولاي العربي ولد حمودي.
ـ أما القتيل الثاني الذي ظهر في الشريط ويدعى محمد ولد ابيهي ولد اخليفة، فينتمي هو الآخر لـ”أهل أروان”، وتقول المصادر المحلية إن أصوله تعود لأسرة من قبيلة “لكوانين”، اعتقله التنظيم قبل حوالي ثلاثة أشهر في شمال تمبكتو وأعدمه بتهمة التجسس لصالح القوات الفرنسية، حيث يقول التنظيم إنه تم تجنيده للتجسس لصالح الفرنسيين عن طريق البشير ولد عفاد، الآنف الذكر، وقد تم إعدامه على يد عناصر التنظيم وسط حشد من السكان في أحد الأسواق الأسبوعية بشمال مالي.
ـ أما الحسين ولد بادي “الطرشاني” الذي ظهر في الشريط، فينتمي أيضا إلى منطقة تمبكتو.. وكان قد انخرط في صفوف القوات الليبية خلال ثمانينات القرن الماضي، قبل أن يعود إلى أزواد بداية التسعينيات، ويلتحق بالحركات المتمردة التي تقاتل من أجل استقلال إقليم أزواد، لكنه انفصل سريعا عن تلك الحركات وأصبح يمارس نشاطاته المسلحة عن طريق مجموعة صغيرة شكلها، وقد اعتقل في موريتانيا سنة 2001 وأحيل إلى السجن المدني بنواكشوط، قبل أن يفرج عنه، ثم اعتقل بعد ذلك في مدينة روصو، بتهم تتعلق بعمليات سطو وسلب وقعت في شمال مالي، وفي سنة 2012 وبعد سيطرة تنظيم القاعدة بالتحالف مع أنصار الدين على مدينة تمبكتو أعلن الحسين ولد بادي انضمامه لتنظيم القاعدة، حيث أسندت إليه مسؤولية حراسة وتسيير مخزن للدقيق في المدينة، لكن عناصر التنظيم اتهموه حينها بخيانة الأمانة والاستيلاء على بعض محتويات المخزن دون وجه حق، فتم اعتقاله وحكم عليه بالجلد خمسين جلدة تعزيرا، نفذت في سوق مدينة تمبكتو، وأفرج عنه بعد ذلك، واعتقله التنظيم قبل شهرين من الآن بتهمة التجسس لصالح القوات الفرنسية في مالي والمخابرات الموريتانية، حيث يقول التنظيم إنه جند عن طريق “ولد ابيهي”.
ـ أما الشخص الرابع الذي ظهر في الشريط وهو يتحدث بالتماشقية قبل إعدامه، فيدعى “يفاد اغ الرفيق” وينتمي لقبائل الطوارق، وهو قيادي في الحركة الوطنية لتحرير أزواد، تمكن تنظيم القاعدة من اختطافه من وسط مدينة بير على بعد 60 كلم شرق مدينة تمبكتو يوم 5 يونيو 2016، ومن المعلوم أن تنظيم القاعدة دخل في حرب مع هذه الحركة منذ عام 2012 خلال سيطرة الحركات على مدن أزواد، ونفذ عمليات اغتيال عديدة استهدفت عددا من قادتها العسكريين والمحليين خلال السنوات الماضية، بتهمة التعاون مع فرنسا في حربها ضد الحركات الجهادية.
أخيرا تجدر الإشارة إلا أن عمليات الاختطاف والإعدامات التي استهدفت من ظهروا في الشريط الأخير للقاعدة، كانت كلها من تنفيذ سرايا “إمارة الصحراء” التي تنشط في منطقة تمبكتو وشمالها، ولم يكن لباقي الحركات الجهادية الأخرى أي دور فيها.
محمد محمود أبو المعالي