الأخبار

رئيس المنطقة الحرة.. دقة فى التشخيص وعمق فى التخطيط!…

خلال اللقاء التلفزيوني الخاص الذي بثته قناة الموريتانية ، أبان رئيس منطقة نواذيبو الحرة ؛ معالى الوزير الدكتور محمد عالى ولد سيدى محمد عن شمولية فى الرؤية ووضوح فى التشخيص ، وعمق فى التفكير الإستراتيجي ودقة فى التشخيص الاستشرافي ، وقد اتسم طرحه طيلة البرنامج بالصراحة والمكاشفة والشفافية والانحياز للمصالح الوطنية العليا.

وأعطى هذا اللقاء المتميز انطباعا طيبا للمشاهد وللرأي العام الوطني عن مستقبل هذه الهيئة ؛ وهي تمضى بخطى واثقة متدرجة ورصينة على درب التنمية والإنجاز ؛ طبقا لنظرة استراتيجية عميقة وخطة تنموية محكمة ومنهج تشاركي فعال ، سيثمر مكتسبات اقتصادية متعددة ويخلق آفاقا استثمارية واعدة.

وذكر الرئيس فى مستهل حديثه أن فكرة المنطقة الحرة قديمة ظهرت إرهاصاتها : سنة 1994 ، غير أن إنشاءها الفعلي تأخر حتى سنة 2013 .
ورسمت لها أهداف خمسة هي:
– جذب الاستثمارات – تطوير البنى التحتية – ترقية تنمية نواذيبو – خلق فرص عمل جديدة وتطوير الكفاءات المهنية – دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد بشكل عام.

وبعد مرور أكثر من ثمان سنوات هناك إجماع تام على عدم وصول المنطقة الحرة إلى تحقيق أهدافها ، وثمة أغلبية مطلقة متمسكة بفكرة المنطقة الحرة وأقلية ترى عكس ذلك.

وتحدث الرئيس خلال اللقاء باستفاضة عن الإطار المؤسسي والإداري للمنطقة الحرة وهيكلتها ووصايتها وهيئاتها ؛ مبينا عوامل اختيار نواذيبو لاحتضانها ، نظرا للمناخ والبيئة والثروات الطبيعية والموقع الجيو- استراتيجي الهام.

وأكد على الجدوائية الاقتصادية والأهمية التنموية لها ؛ مشبها إياها بثلاثة مشاريع محورية فى تاريخ البلد تم إنشاؤها بقرار سياسي سيادي ، رغم عدم استيعاب الخبراء والفنيين لجدوائيتها حينها ، وهي طريق الأمل- ميناء نواكشوط- آفطوط الساحلي ؛ ليتبين لاحقا أنه لم يكن بالإمكان استغناء البلد عنها.

واستعرض الوزير الدكتور محمد عالى فى لحظة صدق ومكاشفة جملة من الاختلالات ؛ المفاجئة والصادمة يرى أنها أثرت على أداء المنطقة الحرة ، وحالت دون تحقيق ماكان يراد منها ؛ ومن بينها على سبيل المثال :
منح فى المنطقة الصناعية لشركة غير مرخص لها وغير مسجلة عند الشباك الموحد – منح ميادين فى المنطقة السياحية بدون تسديد الرسوم والحقوق أو احترام دفتر الالتزامات – بيع بالمزاد العلني لقطع أرضية دون احترام للمساطر القانونية – إصدار إفادات لمنح قطع فى المنطقة الصناعية – العثور على إفادات رخص دون تحديد الموقع و المستفيد – وجود أنظمة جمركية متعددة -بناء مركز الأعمال على مساحة أرضية غير ممنوحة ولاتتوفر على إذن للبناء…

وأكد أن أول ما قام به عند توليه رئاسة المنطقة الحرة قبل ستة أشهر ، هو إعداد تقرير شامل والقيام بتدقيق واف لإعطاء الصورة الحقيقية دون زيادة أو نقصان .

وعن المشاريع المتحققة اعتبر أن المنطقة ، قد أحدثت تغييرا نوعيا فى إعمار المدينة ؛ واستعرض الارتفاع الملحوظ فى أرقام أعمال بعض المؤسسات مثل : ميناء نواذيبو المستقل – ميناء الصيد التقليدي – الضرائب- الجمارك ، إضافة إلى الاستثمارات التي بلغت 100مليار أوقية قديمة ، وفرص العمل المسجلة الحقيقية المباشرة التي وصلت : 2300 .

وشدد الرئيس على أن المنطقة الحرة تعانى من وجود بون شاسع ، بين البعد النظري لأهدافها والتطبيق الميداني لسياساتها ، إضافة إلى نقص فى التواصل أوالإعلام لبيان حقيقتها للجمهور وللرأي العام الوطني.

وفى سياق الآفاق المستقبلية والمشاريع الهيكلية ؛ أكد على السعي إلى جعل نواذيبو القلب النابض للاقتصاد الإفريقي وقاطرة التنمية فى المنطقة ؛ وذلك عندما ينطلق تشغيل ميناء الأعماق الذى سيخلق ثورة اقتصادية كبرى ؛ تعود بالنفع والازدهار على كل الموريتانيين ، فهو المدخل لاستقطاب الاستثمارات والولوج إلى اقتصاد القرن ؛ فى ظل الصراع الدولي والإقليمي المحتدم على الموانئ.

ودعا إلى ضرورة العمل بروح الشراكة مع السلطات الإدارية والجهوية ؛ لتحقيق الأهداف التنموية الوطنية الكبرى.

وختم معالى الوزير الدكتور محمد عالى ولد سيدى محمد بالقول : إن المنطقة الحرة ستصبح رافعة الاقتصاد الإفريقي لأن مستقبله سينطلق من نواذيبو بعد بدء العمل فى ميناء الأعماق ؛ مؤكدا أنه يعى ما يقول وأن ذلك سيحصل فى القريب العاجل ، من خلال التخطيط والتنفيذ المدعوم بالإرادة السياسية الجادة والكفاءات البشرية الجاهزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى