Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

هل حنَّ الشعب العراقى لعهد الزعيم العراقى الشهيد الراحل صدام حسين المجيد ؟

ما يشهده الشارع العراقى اليوم من انتفاضة واسعة شارك فيها الطيف السياسي بجميع طبقاته ومكوناته…وماترتب عليها من تقديم رئيس الوزراء لإستقالته بات يطرح العديد من التساؤلات المشروعة وفى مقدمتها ، هل ملَّ الشعب العراقي الطغمة الفاسدة التى تتحكم بمصيره واصبح يحن الى حقبة ما قبل التاسع من ابريل 2003 ؟…، اليوم المشؤوم الذى دخل فيه المرتزقة والعملاء على ظهور الدبابات الأمريكية صحبة ( ابريمر ) وعصابته بغداد العروبة والكرامة ليحولوها الى وكر للعملاء والسماسرة والمرتشين كما صرح بذلك كبير المفسدين والمرتشين النائب الجبورى.

لا شك أن المراقب المتابع لهذه الإنتفاضة الباسلةالخالية من الشعارات الطائفية والحزبية والتى تخللها العديد من القمع والعنف الزائدين وسال فيها الكثير من دماء الأبرياء الزكية، قد يتساءل عن الأسباب والدوافع التى جعلت الشارع العراقى برمته ينتفض ضد الطغمة الحاكمة الفاسدة القابعة فى ما يسمى با المنطقة الخضراء رافضا التحاور مع جميع الوجوه التى تمثل الطبقة السياسية من وزراء ونواب ورؤساء احزاب وكتل برلمانية ، تلك الوجوه التى جلبت له نظام الخزى والعار، نظام المحاصصة الطائفية البغيض الذى جرَّ على البلاد ماجرَّ من ويلات وفساد ودمار وبطالة وفقر وعوز وحتى اهانة كرامة وسلب كبرياء تعود عليهما هذا الشعب الأبي.
فبعد ان كان العراق اكثر الدول العربية تقدما فى كافة المجالات وكان العراقي يسير مرفوع الرأس اينما اتجه فى عهد الشهيد المجاهد صدام حسين.
و بعد ان كان المواطن العربى من المحيط الى الخليخ يقف شامخ الرأس عنده قناعة تامة بأن لديه سندا قويا يتكئ عليه إذا ما تعرض لعدوان من اى جهة كانت ، وبعد تصدى الجيش العراقى الباسل طيلة ثمان سنوات لأعداء الأمة فى الخليج العربي وانتصاره عليهم المتوج باعلان انهاء الحرب بتاريخ :8/8/88 .
وبعد ما قدمه عراق البعث والصمود والشموخ للفلستينيين والمصريين والسوريين والأردنيين واللبنانيين فى حروب الأمة مع اعدائها الصهاينة المحتلين ….و بعد ماقدمه لأشقائه الخليجيين فى السنوات الثمانى العجاف ، وبعد ان صار قاب قوسين او ادنى من تحقيق التوازن الإستيراتيجى مع العدو الصهيونى ، تكالب عليه من كل حدب وصوب جميع العالم لتد ميره مستعينابعملائه ممن يحملون الجنسية العراقية ومستغلا مواقف ما يسمى بحكام العرب آنذاك الذين فتحوا للأعداء خزائنهم وقواعدهم ومطاراتهم ليدكُّوا من خلالها الجيش العراقى الباسل الذى حارب نيابة عنهم ثمان سنوات ضحى خلالها بالغالى والنفيس ، فكان حصاد ذاك التآمر ونتيجة تلك العمالة العديد من المآسى التى نعيشها اليوم على مستوى الوطن العربي كله ، والتى يمكن تلخيصها فى النتائج المعاشة التالية :
النتيجةالاولى : هى تدمير العراق واحتلال بغداد وإعدام قادتها ، قادة الرجولة والصمود …قادة الامة المحبوبين من المحيط الى الخليج والتى لم تنجب بعد هذه الأمة وربمالن تنجب قادة يماثلونهم عروبة وشجاعة ونجدة ونخوة واخلاصا.
أما النتيجة الثانية : فهى اغتيال علماء الذرة وتهجيرهم خارج وطنهم وتدمير البنية التحتية وارجاع العراق الى ماقبل العصور الوسطى مما ترتب عليه تشريد ابنائه فى بلاد المهجر واذلالهم وإهانتهم بعد ان كانوا مر فوعى الرأس فى عهد حزب البعث العربي الإشتراكى بزعامة الشهيد صدام حسين المجيد والكل يقدرهم ومن به ضغينة عليهم لا يستطيع الإقتراب منهم احرى اذيتهم او إهانتهم.
النتيجة الثالثة : بعد ان كان عراق البعث عونا دائما لجميع الأقطار العربية دون استثناء واعداء الأمة يخافونه و يرهبون جانبه …وإذاما تكلم صدام يفرض عليهم الواقع الإنصات الى مايقوله وتصديقه جملة وتفصيلا والتعامل معه وكأنه واقع لا محالة ، تحول العراق اليوم الى عراق الملالى يأخذ قادته تعليماتهم من مدينة ( قم ) الإيرانية من المرشد الإيرانى على خامنئي ، وهى تعليمات لا شك انها تتعارض كلية مع المصلحة العربية التى لم يعد فى العراق -الا من رحم ربك – من يعيرها اي اهتمام ولو افترضنا جدلا وجود استثناء فلا يمكن لصاحبه فى ظل وجود الحشد الشعبى …وعصائب اهل الحق وغيرهم من الفصائل الموالية لإيران مخالفتها.
وبإيجاز شديد اصبح العراق اليوم خنجرا مغروسا فى خاصرة الأمة العربية التى هى الآن اسما بلا مسمى بعد ان كان فى عهد صدام حسين يقودها للعزة والكرامة باعتباره طودا شامخا يلوذ عن حياضها كاملة.
النتيجة الرابعة : هي التآمر على كل من ليبيا وسوريا وتدميرهما وخلق فوضى عارمة فى هذين البلدين الشقيقين وقتل القائد اللبيى العروبي معمر القذافى وتقسيم بلاده منذ سنوات ونهب خيراتها مما جعلها دولة فاشلة بسبب سياسة الغرب واعوانه من حكام العرب الأكثر غباء وعمالة فى آن.
أما الشقيقة سوريا فقد حاول حكام العرب باعتراف رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى بأنهم صدرت لديهم تعليمات من الإدارة الأمريكية بتدميرها وخلع نظامها وانهم تنافسوا فى ذلك وانفقوا (70 مليار دولار) لهذا الغرض تم صرفها على الفصائل الإرهابية وليتهم فعلوا ذلك بقناعتهم لكنهم فعلوه ارضاء للامريكيين …رغم وقوف سوريا سياسيا وعسكريا الى جانبهم فى حرب الخليخ سنة 1991 .
اما النتيجة الخامسة : فهى محاولة السعودية الهيمنة على المشهد السياسي فى الجامعة العربية بعد تدمير كل من العراق وليبيا وسوريا وطرد الأخيرة من جامعة الدول العربية واعطاء مقعدها لما يسمى بالمعارضة المعتدلة ، وتحييد مصر وتحجيم دورها القيادي بعد اغراقها فى مستنقع الإخوان وانكفائها على نفسها مكتفية بما تحصل عليه من دعم سعودى واماراتى سياسى واقتصادى ، لكن قيادة السفينة العربية تحتاج لقبطان ماهر كيس وفطن ومتمرس يتمتع بقدر من الحكمة والحنكة واللياقة واللباقة وبعد النظر ، وكلها صفات كانت لصيقة بالقادة السعوديين السابقين ، إلا ان الامر لم يعد كذلك فى ظل قيادة شابة جديدة متهورة تنقصها بعض الخبر والعديد من تلك الصفات ، الأمر الذى جعلها تتورط فى مستنقع اليمن وتفشل فى توحيد دول مجلس التعاون وتناصب قطر العداء …وتصطدم بإيران …وتوتر علاقاتها بأنقرة على خلفية مقتل مواطنها خاشقجى داخل سفارتها فى هذا البلد.
فبعد ان تصورت هذه القيادة انها تفردت بالزعامة العربية فإذا بالخرق يتسع عليها وإذا بالأوراق التى لعبتها خطأ تتبعثر وتتطايرعليها .
أما النتيجة السادسة : هيى تهميش جامعة الدول العربية وتراجع دورها سياسيا على المستوى الدولى والإقليمى تبعا لتهميش الدول المكونة لها مقابل صعود دول اقليمية على حسابها.
فمثلا : هاهى إيران تتبجح وتعلن انها تحتل اربع عواصم عربية ، هي بغداد ، ودمشق، وبيروت ، وصنعاء ، وتمتد اجنحتها لتطوق المنطقة.
وبدلا من التحرك السريع لتطويق الموقف واسترجاع العواصم الاربعة الى حاضنتهم الجامعة العربية بدأنا نعلن عداءنا للمكونات الموجودة فى هذه الدول ونتهمها بالإرهاب مما جعلها ترتمى اكثر فاكثر فى احضان إيران.
وبذات السياسة الفاشلة تسببنا فى احتلال تركيا الى كل من شمال سوريا وعاصمة ليبيا طرابلس مما مكنها من ابرام اتفاق عن التنقيب فى البحر الابيض المتوسط غير متكافئ على حساب اللبيين .
وقد بلغ فشلنا قمته عندما تم عقد قمة اسلامية فى ماليزيا لم تدعى لها لا المملكة العربية السعودية ولاجمهورية مصر العربية.
وقد انعكست سلبا الوضعية المتردية التى نعيشها على الفلسطينيين …واستغلها باحتقار وازدراء لنا كل من اترامب ونتانياه
وتمثل ذلك فى قرارات الأول المتضمنة نقل السفارة الأمريكية الى القدس واعتبار الإستيطان عملا مشروعا يتسق والقانون الدولى، كما تمثل فى قرارات الثانى بضم كل من الجولان السورى المحتل وغور الأردن ونيته ضم اجزاء من الضفة الغربية
وقد تجلى ضعفنا وهواننا على الآخرين فى هرولتنا للتطبيع المجانى مع الأعداء وتسويقنا وترويجنا لما يسمى بصفقة القرن التى هي فى تحليلها الدقيق تصفية للقضية الفلسطينية بالتنازل عن حل الدولتين والقدس وحق العودة لللاجئين الفلسطنيين.
وإذاكنا قد بدانا عاجزين امام كل من امريكا واسرائيل ، فإننا قد بدأنا كذلك عاجزين امام اتيوبيا التى تعمل جاهدة ودون مبالات لبناء سد النهضة الذى يترتب على تشييده دون اتفاق واضح تهديد امننا المائي لأكبر دولة من دولنا والتى لا تقارن قوتها العسكرية مع قوة اتيوبيا ، لكن الساسة الاتيوبيين لديهم إرادة يدافعون بها عن مصالح بلادهم ونحن للأسف الشديد نفتقر لهذه الإرادة بعد ان كان اسم مصر فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تهتز له العروش وتفتخر به الملايين فى كل من العالمين العربى والإفريقي وحركة عدم الإنحياز.
فى ظل هذا الجو المشحون بالضعف والذل والخنوع وجد الشعب العراقي الأبي نفسه يفقد كرامته وكبرياءه …ونظر الى زعمائه فإذاهم بأزلام عملاء فاسدين مسلبي الإرادة لاحول لهم ولا قوة ولا إرادة ولا سيادة تابعين لمن يدفع لهم رشى – وهذا ليس كلامى إنما هو اعتراف اعضاء فى هذه العصابة الفاسدة مثل النائب لجبورى الذى قال بالحرف الواحد انه مرتشى وان كل سياسي فى العراق اليوم هو مرتشى وفاسد -فى ايران اوامريكا او فى السعودية .
وقد وجد هذا الشعب الذى تعود على قيادة الأمة الى ميادين العزة والكرامة نفسه رهينةلعملاء مزدوجين لكل من ايران وامريكا وغيرهما من دول المنطقة فتذكر ايامه الخوالى …ايام النصر والعزة والإباء والكرامة والسيادة فانتفض ضد الخونة العملاء ونادى بالعودة الى عراق المجد والكرامة والصمود …عراق حزب البعث العربي الإشتراكى ….عراق البكر وصدام وطه ياسين وطارق عزيز وعزت ابراهيم …
إنها ثورة الكرامة ضد اذيال الصفويين والامركيين.
سوف ينتصر ان شاء الله الحق على الباطل ولو بعد حين .
( فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ).
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى