Uncategorizedالأخبار

الحروف تنشر خطاب المدير العام للمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء د. محمد يحي السعيد بمناسبة تخرج الدفعة الـ46

نص خطاب المدير العام للمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، الدكتور: محمد يحي ولد السعيد، بمناسبة تخرج الدفعة السادسة والأربعين من المدرسة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الكريم
صاحب الفخامة، السيد رئيس الجمهورية
معالى الوزير الأول
السيد رئيس الجمعية الوطنية،
السيد رئيس المجلس الدستوري
السيد زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية،
أصحاب المعالي الوزراء،
أصحاب السعادة السُّفراء،
السيد والي نواكشوط الغربية،
السيدة رئيسة جهة نواكشوط،
السيد حاكم تفرغ زينه،
السيد عمدة بلدية تفرغ زينه،
السادة قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية،
السيد رئيس مجلس إدارة المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء،
السادة والسيدات أعضاء الأسرة التربوية والإدارية للمدرسة،
أيّها الخرّيجون،
السيدات والسادة الحضور الكرام،
إن تقدم الدول وتطور الأمم يقاس بما لديها من كفاءات وما تتقن من مهارات، لذا أصبحت صناعة رأس المال البشري وتحسين الخبرات الوطنية عمادَ الريادة في هذا العصر، ومعيارا أساسيا من معايير التنمية والازدهار، وهو ما أوليتموه -فخامة الرئيس- اهتماما منقطع النظير، وها نحن اليوم نحتفي معكم بتجسيد رؤيتكم الثاقبة في هذا المجال، وذلك بمناسبة تخرج دفعة جديدة من دفعات المُكوّنين في المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء.
صاحب الفخامة:
إن للمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء أن تفخر بأنّها كانت منبرا لخطابكم الفَصْل قبل ثلاث سنوات؛ حيث حمل معالم رؤيتكم لإصلاح وتطوير الإدارة وتقريبها من المواطن وترسيخ العدالة والإنصاف، وكان منطلقا لورشات كبرى نتفيّأ اليوم ظلال نتائجها الوارفة في كل مكان من وطننا العزيز. ونحن في المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء فخورون بما أُسند لنا من تنفيذ هذا التوجّه: في التكوين الأولي والتكوين المستمر وكذلك في المساهمة في تصور وتنفيذ برامج الإصلاح.
وهكذا سعينا انسجاما مع هذا النهج واستلهاما لتاريخ المدرسة العَريق أن نكون دائما على مستوى الثقة التي توليها لنا الحكومة: فبرامج التكوين الأولي ومناهجه وأدواته في تطور مستمر وكذا برامج التكوين المستمر التي استفاد منها حوالي 8000 من العاملين في القطاع العام خلال السنوات الثلاث الماضية، كما عززت المدرسة مكانتها كقطب امتياز وبيت خبرة في مجالات اختصاصها.
وهي اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أقدر على النهوض بمهمتها الوطنية النبيلة، وفق رؤية استراتيجية تقوم على أربعة محاور:
• تقوية وتعزيز الجانب المؤسسي
• تطوير نظام التدريس
• مراجعة وترقية التكوين المستمر
• ترقية الجوانب الأكاديمية والبحثية
وقد انطلقت بالفعل، بتوفيق من الله، جهود تجسيد هذه الرؤية بدعم ومواكبة من معالي الوزير الأول المختار ولد اجاي وحكومته وبفضل تضافر جهود طواقم المدرسة الأكاديمية والإدارية. وهكذا تمّ، خلال الأشهر العشرة الماضية، رقمنة الإجراءات الإدارية والتربوية، وتحسين جودة التكوين من خلال برامج عملية مثل “لقاء التجربة” والزيارات الميدانية، وتحسين توسيع نطاق التكوين المستمر وتعزيز البحث العلمي والنشر، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع مؤسسات وطنية ودولية ومواكبة ذلك بتحديث الهوية البصرية والمنصات الاتصالية.
صاحب الفخامة
إنّ حرصكم على الحضور الشخصي لحفل تخرُّج هذه الدفعة لَهْو لفتةٌ كريمةٌ تعكس عمق اهتمامكم برأس المال البشري وتقديركم لأطر وكفاءات المستقبل الذين يشكلون عماد نهضة الوطن وضمان تقدمه في المسيرة التنموية التي تقودونها.
لذا جاءت هذه الدفعة التي تشرفون على تخرجها اليوم تلبية لحاجة عدد من القطاعات الحكومية المهمة من بينها:
– وزارة العدل 61 خريجا
– وزارة الشؤون الخارجية 10 خريجين
– وزارة الداخلية 30 خريجا
– وزارة المالية 60 خريجا
– وزارة الوظيفة العمومية 15 خريجا
– وزارة التجارة 60 خريجا
أي ما مجموعه 236 خريجا، من بينها 77 امرأة أي ما نسبته 32.63
وقد اختير لهذه الدفعة أن تحمل اسم المرحوم بارو عبد الله. وهو اختيار لم يأت من فراغ، فالمرحوم بدأ حياته في التعليم وختمها فيه بما أسندتم له، صاحب الفخامة، من مهام في سبيل تجسيد المدرسة الجمهورية (عضوا في المجلس الأعلى للتهذيب). وبين هاتين المحطّتين كانت له تجربة إدارية متميزة من بينها على الخصوص قيادته لهذه المدرسة في مرحلة التأسيس.
وهو ما يحمّل هذه الدفعة عبء تمثّل ما تميّز به المرحوم من خصالٍ: وطنيّةً وحكمةً ومعرفةً واسعة، وتفانيّاً وإخلاصا. ونحن على ثقة أنكم، أيها الخرّيجون، ستكونون على مستوى التحدّي بفضل تكوينكم المُعمّق والشامل للجوانب العِلمية والعَملية علاوة على ما تحمّلتم من مُثل وقيم خدمة الجمهورية.
أهنئكم وأتمنى لكم مسارا مهنيا موفّقا.
صاحب الفخامة
المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء هي اليوم على أعتاب الستين (إذ هي أقدم مؤسسات التعليم العالي ببلادنا) ولأول مرّة في تاريخ البلد بفضل توجيهاتكم أصبح لها مقر لائق كما غدت في قلب التحوّل الذي تعرفه الإدارة في عهدكم الميمون. ونحن ممتنون لذلك ونسعى أن تكون المؤسسة دائما على قدر ثقتكم الغالية ربطا لحاضرها الواعد بماضيها المجيد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى