التنهيدة الأخيرة للبيظاني: تأكيد الحجج وإثراء مقال الكاتب اعل ولد اصنيبه / سيدي محمد بن اعليوه

التنهيدة.١. الأخيرة للبيظاني: تأكيد الحجج وإثراء مقال الكاتب اعل ولد اصنيب
1. الادعاءات التاريخية والصراع على الهوية:
– صحيح أن موريتانيا (أو “أتراب البيظان”) كانت محل نزاع بين فرنسا والمغرب والسنغال، كما توضح وثيقة “لكسبريس” (1960) و وثائق اخرى اكثر مصداقية. لكن الاستقلال حُسم بإرادة البيظان الذين قادوا المقاومة الشرسة والدبلوماسية الحكيمة، بينما طموحات البولار القومية تأتي متأخرةً بعد فشل الانقلابات المتعددة (مثل محاولة 1987) والتحول إلى النضال “السلمي و هو ليس كذالك” المدعوم من حركات عنصرية متطرفة مدعومة من أعداء أرض الشناقطة.
2. الشرعية التاريخية للبيظان:
– البيظان (صنهاجة وبنو حسان) هم من شكّل هوية البلاد عبر القرون، بدءًا من دفع المجموعات الأفريقية جنوبًا في العصور الوسطى، وهو نمط تاريخي مشابه لـ”الركونكيستا” الإسبانية. فلماذا يُقبل انتزاع الأندلس من العرب بعد 7 قرون، بينما يُرفض وجود البيظان في موريتانيا( بلاد شنقيط)؟
3. إشكالية “الغزو الأبدي:
– إذا كان الوجود البيظاني “غزوًا” يجب تصحيحه، فلماذا لا تطالب إسبانيا بإعادة الأندلس للمسلمين؟ التاريخ لا يُعاد كتابة انتقائيًا.
4. مشروع “الحركات المتطرفة العنصرية” وتفكيك الهوية:
– تحاول الحركات الزنجية العنصرية المتطرفة تحويل موريتانيا إلى دولة أفريقية فرنكوفونية، بإلغاء العربية والانضمام لـ”إيكواس او غيرها”. لكن هذا يتجاهل أن البيظان هم من حافظ على استقلال البلاد و هويتها العربية المسلمة، بينما المشروع الزنجي يعتمد على دعم خارجي (فرنسا، و إسراءيل…و غيرهم).
5. المستقبل: هل تنهي “الحركات العنصرية المقيتة” وجود البيظان؟
– مثل حساني يقول: “الْجَبْرْ شْوَايْ مَا يَنْحْرِقْ إيديه” (المجبر على حمل الجمر سيُحرق يده). البيظان قد يخسرون السلطة- لا قدر الله-، لكنهم لن يختفوا. وإذا سقطت موريتانيا العربية، فستكون خسارة رمزية للعرب (22 دولة)، بينما البولار لن يجدوا دولة أفريقية تحمل اسمهم.
الختام:
النضال الزنجي ليس سلميًا بل هو استمرار لحرب ضروس: الحرب الهوياتية. “التنهيدة الأخيرة للبيظاني” ليست استسلامًا، بل تحذيرًا: فالشعوب التي تتنازل عن هويتها تُذبح ببطء، لا بالسيوف، بل بالمنظمات والخطاب “الإنساني” الزائف.
معنى التنهيدة: نفس عميق يُخرج بصوت، غالباً ما يكون مصحوباً بتأوه أو انفعال.
سيدي محمد بن اعليوه : حارس السفارة الموريتانية في إسبانيا