
يا أيها المدون، تمهّل وتبيّن قبل أن تنقل خبراً مصدره من لا يرى إلا النصف الفارغ من الكأس.
بلّغه أن الباب الذي يشير إليه لم يكن موجودًا أصلًا قبل أربعة عشر يومًا.
وأبلغه أن مستنقعًا من المياه الآسنة كان يشوّه محيط المؤسسة لسنوات، ويتسبّب في جذب الحيوانات السائبة ويؤذي الساكنة، وقد تمّ القضاء عليه بفضل الله، ثم بفضل حفر بئر بعمق 15 مترًا، مما مكّن من تصريف تلك المياه الملوثة نهائيًا.
وقل له إن غابة من الأشجار المهملة، التي كانت مرتعًا لتكاثر البعوض والحشرات والقطط الضالة، قد أُزيلت وتم تنظيف المكان بالكامل حفاظًا على الصحة العامة وسلامة المرضى.
واخبره أن الوضع يتحسّن بشكل مستمر، بفضل الله ثم بجهود المخلصين.
ولا تنسَ أن تذكر له أن اللافتة لم تكن موجودة قبل أربعة أيام فقط، وكذلك الإنارة التي أصبحت تعمل الآن بكفاءة.
وأخبره أن أجهزة التبريد في الغرف كانت معطّلة، كما كانت الإضاءة والتلفزيونات خارجة عن الخدمة، وقد تم إصلاحها بالكامل.
وابلغه أن دورات المياه وأقفال الأبواب خضعت للصيانة الكاملة، وأن أجهزة تنقية الهواء والماء أُعيد تشغيلها، وأن أجهزة تصفية الكلى تم إصلاحها بشكل كامل وتُصان بشكل دوري كل يوم أحد.
وأعلمه أن مستحقات العمال المالية تمت تسويتها بالكامل، واحتفلنا معهم بعيد الفطر بوليمة جمعتهم مع المرضى في أجواء من البهجة والسرور.
وأخيرًا، بشّره أن غرف المرضى أصبحت تحمل أسماءً مباركة:
غرفة أبو بكر الصديق، غرفة عمر بن الخطاب، غرفة عثمان بن عفان، وغرفة علي بن أبي طالب – تيمّنًا بالخير، واستبشارًا بالبركة، وإدخالًا للطمأنينة والفرح على قلوب المرضى.
والله على ما نقول شهيد.