مقالات

هيئة الرحمة : المخرج القاتل !!؟

تناول الاعلام بشكل كبير قصة ثراء رجل الاعمال الشاب افيل ولد اللهاه وكيف تحول من معد للشاي في مجالس الغمار وبورصات السيارات إلي أحد اهم رجالات المال والأعمال بعد استلاء ابن خالته الجنرال ( عزيز ) علي السلطة في عملية يراها الكثير من المحللين نتيجة حتمية لخطة اعدت باتقان كانت بدايتها الإنقلاب الناجح الذي قاده ضد مربيه ووالده وصاحب الفضل عليه معاوية ولد سيدأحمد ولد الطايع.
مما استوجب اعادة النظر والتخطيط للحيلولة دون الإضرار او المساس من هذه الثروة التي تعود ملكيتها الحقيقية إلي ( صاحب الفخامة ) ، فما كان من المستشارين والمقربين وصماصرة القصر الا التسابق كل بخطته ومخرجه الذي قد يساعد في صمت لتخطي عائقا قد يشكل لاحقا مساءلة وخطرا ان تطورت الأحداث فجأة ( قدر الله والله علي كل شيء قدير )، وليس افيل ولد اللهاه وحده من كان يتولي تسيير أموال الرئيس ورعايتها بل هناك العديد من الأشخاص من عهد اليهم ببعضها ، غير ان الخطة التي وقع عليها الاتفاق الأسري افضت الي إنشاء هيئة الرحمة واختيار الإبن المدلل ( رحمه الله أحمد ) لرئاستها لتُحول كل الأموال التي كانت بحوزة إفيل ورجال أعمال آخرين إلي حساب الهيئة علي أساس انها تبرعات وهدايا من رجال أعمال خليجيين وأجانب لكن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن ( أسفا ) فحين حولت الأموال الي الحسابات التي فتحت باسم المرحوم واكتظت بمليارات الفقراء والمهمشين انتقل مالكها الفعلي الي جوار ربه مخلفا وراءه ورثة شرعيين سيحجبون المال بقوة القانون حتي عن مالكه الأصلي السيد الرئيس ، فما كان ( والشعب الموريتاني بجميع اطيافه تحت وطأة الصدمة من تغييب القدر للشاب المحسن ) الا ان خرج الرئيس بشحمه ولحمه وفي يوم العزاء الأخير رفقة ظله ومدير مخابرات قصره ” إحميدا ” ليعلن للملأ عن ابن أحمد من أجنبية كان قد تزوجها ايام الجامعة في ابريطانيا ، فهم الحاضرون من أصحاب البصيرة ان امرا ما يحاك في الخفاء ويتم التحضير من له طرف خلية مقربة من الرئيس لم يعرف منها حتي الآن الا ( احميدة ) الذي وقف بعد الرئيس حاملا جهاز ( الآيباد ) يقلب صور ابن الاجنبية ويريهم للناس .
انتهي العزاء وخيم جو من الحسرة والتفكير الممتزج بألم الفراق وصعوبة استرجاع الأموال الضائعة في البنوك السويسرية والأوربية ، ولأن انواكشوط مكشوف قرر الرئيس رفقة زوجه وخلية العمل المستعجل الرحيل الي بوادي تيرس حيث لا اتصال الا عبر الفضاء وهو أمر قد لا يبكون متاحا كثيرا للبعض ولا ازعاج من المتطفلين المتوددين لسيادته ، وقبل ذلك كانت الزيارة الخاطفة لاسرة أرملته والتي لولا القدر ماكان الابن ليتزوجها ، لانها علي الاقل تحسب علي المنطقة التي ينحدر منها خصمه الاول أحمد ولد داداه في هذه الزياة الخاطفة ابلغ ابو الابن ان الاخير لا يملك من المال الا عدة ملايين اوقية ومنزلا في تفرغ زينة ، لجما لاحلام وتمنيات قد تذهب بالأرملة بعيدا فزاد غضب الاسرة علي الاب الذي أغضبهم يوم أخبرهم انه كان علي علم بزواج ابنه العرفي وكان يتكتم عليه.
حضرت الي تيرس شخصيات نافذة ورجال مال واعمال علي رأسهم بديل ولد بوعماتو محمد ولد انويگظ ومستشارون اقتصاديون وائمة وقائد الجيوش ، لا لتدارس وضيعة البلد الخطيرة ومآلاتها المظلمة حتي الساعة ، وانما لايجاد الطريق الملائم لاسترجاع الأموال المسجلة باسم المرحوم والتي يتعذر استرجاعها الا عن طريق الوريث الشرعي وهو الذي حاول الكل اغراء والدته لدخول الاسلام من اجل الاطلاع علي احكام الميراث ( لا غير ) دون جدواء مانعت الأم التي تشد العصا من النصف الآن ليتم ارسال بعثة علي جناح السرعة من داخل مكاتب الاحصاء الي المانيا كان القائم بالأعمال هناك في انتظارها والترتيب لمهمتها المختصرة علي تسجيل الشبل في السجل الوطني في خطوة قد يكون لها نفعا لاحقا .
كل هذه الاحداث والتغيرات مجتمعة إضافة الي الوضعية العامة للبلد وتعثر مساعي الحوار والاحتقان الذي يعيشه المجتمع بكل أطيافه جراء غلاء الاسعار والبطالة وتدني مستوي الدخل جعلت المقربين من الرئيس ومحيطه الضيق يتحدث عن حالة من الشرود الذهني وعدم التركيز تطبع مزاجه وتصرفاته فكيف اذن سيكون المخرج ؟

إحمودي الصديق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى