مقالات

وجعلنا من بين أيديهم سَدًا…../ محمد فال طالبنا

الوهم عموماً هو «التصورات والأفكار والخرافات التى يعتقد المرء بصحتها دون أى أساس واقعي ومنطقي وعقلي وعلمي ، وبأنها قابلة للتحقق فى الواقع. كما أنه رغبات تأخذ صورة الحقيقة دون التفكيرالمنطقي -الواقعي بإمكانية تطابقها مع مطلب الحياة وحاجاتها، ومع منطق الأشياء والوقائع. فكل ما ليس بممكن الحدوث الآن ولا فى المستقبل هو وهم». ذلك على حد تعريف أحمد برقاوى.
لكأن برقاوي إبن هذا الوطن قد جال في حواشيه وكأن اليد التي تغتال الأمل في أحلام أبنائه قد قصت جناحه وجسدت في وجدانه عقيدة الحيرة والإنبهار فأضحى لايبصر إلا حدود سقف منزله ولا يقوى حتى على الفرار :
تارة ينهار في الأرض وقد … زاده اليأسُ ذهولاً وانكسارْ
أو ليس البعض في هذي الدُّنا … مثلَ هذا الطير تيهًا في المسار
خابطًا في ظلمة من صنعه … وإلى جانبه يبدو النهار؟
وقريبٌ منه تحقيق المنى … وهو يسعى جاهلاً نحو الدمار.
الوهم السياسي نوع من التفكير خارج حدود الممكن، ولذا فإنه يُرى صاحبه الخطأ صواباً، كما يُريه العدوَّ صديقاً والصديقَ عدوا .
يرى ابن خلدون في تصوره عن علاقات البشر بالبشر تحت عنوان الصراع البشري بين القِوى أن البدوي كثيرا مايسعى للخراب أكثر من سعيه للإعمار وابن خلدون هنا يمدح ويذم دون أن يحيل التصرفات إلى مرجعياتها الذهنية الجذرية، ولقد مدح البدو في شأنهم الخاص في معاشهم وفي فطرتهم وشجاعتهم وحتى في إنتقاء المفردات في خطابهم ، ثم ذمهم في علاقتهم مع الآخر، ولعل ابن خلدون تناسى أن الذات صالحة ومتوافقة مع ظرفها بما انها ذات خاصة، ولكنها غير ذلك مع الآخر، وليت ابن خلدون لاحظ ان هذه حال بشرية عامة وهذه أمريكا ديمقراطية حضارية في داخلها، ولكنها دكتاتورية عدوانية مع الآخر، وهذا تفريق جوهري بين الذات مع ذاتها من جهة وبين الذات مع الآخر.
فكيف يدور البدوي في فلك السياسة !!
وكيف له أن يوافق بين فطرته السمحة البريئة وبين طموحات المتسلقين على أكتافه لعلياء الصدارة والرياسة !!
تنطوي السياسة فى مضمونها على أوهام، حيث يتحول النشاط بشكل عام إلى مشهد من الأوهام المتشابكة، وفى مطلع ذلك المشاركة الشعبية فى الحكومة، والرقابة الشعبية التى يقوم بها المسؤولون والمنتخبون وغيرهم، نظراً لوجود آليات واقعية تفرّغ هذه العمليات من مضمونها، وتترك المنادين بها أو من يتمسكون بتنفيذها سادرين فى أوهامهم.
فى بيئة سياسية مغلقة ورجعية، تسكن الأوهام المقنعة رؤوس نخبتها الحاكمة، ويكون الخطاب الإصلاحي فيها غريبًا غربة نخلة عبدالرحمن الداخل في الأندلس ويعبد الناخب فيها أوهامًا كلما أفل نجم منها بحث عن آخر وكأنه إكسير الآفلين .
حين يبصر المرء بعين العقل واقع الأهل من واد الخير مرورًا ب إگفان2 ثم إگفان1 ثم يميل شرقا إلى البيجوج ثم أگرج ثم فرع التمات ثم لمسيلة ويعود أدراجه ليمر على تگننت ثم يواصل إلى صالة أنيعوي ويميل منها غربا إلى لعوينات فأنبط فأقلمبيت فالدندان ثم يتجه شمالًا إلى لحرج فالنيملان ثم يميل غربًا إلى أشاريم والراشيد ثم يتوجه شرقا إلى لحويطات ثم يسير شمالًا إلى تالمست وأشويخ والمينان يدرك تماما أن رحلة الوهم وإن تعددت شعابها فالنتيجة واحدة ، وأن أهل مكة وإن كانوا أدرى بشعابها فهم ليسوا بالضرورة أدرى بصلاح أحوالها .
لم تكن تجارة الوهم مربحة كماهي في بلادي عموما وفي مقاطعة تجگجة خصوصا ، ولم تكن آلة الدعاية الرهيبة فعالة في التعمية على الواقع ، وتسويق الشكل
والضن بالمضمون، كما هي فيها حتى أضحى التمكين فيها وهما وتحقيق الوعود نجاشزا.
حتى ولو نجح المنجمون فى اكتساب العقول والقلوب، نظراً إلى الحاجة أحيانًا لإستحضار ملامح المستقبل، وأصبح التنجيم نوعًا من التسلية، وتطورت مدارسه فإلى متى يدرك الجميع أن النفس لا ترى من الواقع إلا تصوُرها عنه وأن الحق يحتاج إلى جهد وأن عُمرا ضاع أوله حلي أن يُصلح آخِره .
في فقه السياسة هناك فن يسمى فن صناعة الأزمات وتشتيت الأذهان حتى يتناسى الناس مصدر مشاكلهم ويذهبون كل مذهب في رحلة البحث عن العلاج .
لم تكن إقامة السَٓد إستفزازا ولا إستحواذا بقدر ما كانت درسًا لأولي العقول والنهى ليفهموا أن من فشل في سقاية :
-إگفان1 وأصر على إنتزاع مسير الماء الحالي محمدلمين ولد بوبالي لأنه ليس من طائفته السياسية
-وأن من فشل في جلب طريق إگفان1القدية
-وأن من فشل في تسييج سَد إگفان1 وتشجيع زراعة النسوة للخضروات فيه
-وأن من فشل في إستجلاب أطقم صحية وتطوير البنية التعليمية والصحية وفشل في خلق مناخ إقتصادي في دوائره الإنتخابية نائبا كان أو عمدة أو حتى حاكم مقاطعة او حاكم مركز إداري أو والي ولاية لا هم له إلا إرضاء البعض دون خجل فلن يكون قادرا إلا على زرع الفتن والمشاكل !!
ترى متى كانت آمال الناخبين في تگانت مرهونة بالمنتخبين ومتى كانت الرجال تختفي وراء النساء لتستنجد بلغة الحطيئة فتحصي الأعمار وتعير بالشيب وهو وقار !!
ومتى يدرك الناخب أن طموحات نساء البيجوج وأطفال إگفان والنيملان ………….. لا تتعدى ماءً صالحًا للشرب وأن في تعهدات الرئيس ملاذً لهم وإن أصر الولاة والإداريون والمنتخبون على إحالتها حبرا على ورق ، وإلى أن يدرك والي تگانت أنه خادم للشعب وليس لغيره وإلى أن تدرك الساكنة أن إزالة أحجار السَٓد ليست إنجازًا وأن البشر رفضوا النبوة لبشر ورضوا الألوهية لحجر ، ‏وإلى أن يدرك الجميع أن لا شيء يجلب العار لشخص يحترم ذاته ويكثر من تمجيدها بسبب أمر لم يفعله بل فعله أسلافه تبقى آمال الجميع مرهونة بإرادة ولي الأمر ورئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ومرهونة كذلك بإرادة أمة آن لها أن تستخلص جيدًا أن الله لايرضى لعباده الهوان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى