مقالات

دعوة المدونين للتروى وعدم التسرع بالأحكام الظالمة / د.محمد سيدى محمد المهدى

ينبغي أن نحسن ظننا بالمسلمين وان نتوقع منهم فعل الخير لا فعل الشر.
كما ينبغي أن نتذكر دائما قول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
فينبغي على الإخوة المدونين دائما تحرى الدقة والصدق فى ما يدونون .
وان لاتكون أقلامهم سيوفا مسلطة على رقاب المسلمين كما حصل فى الأيام القليلة الما ضية مع بعض رموز وشرفاء هذاالوطن الذين تم التشهير بهم دون التأكد من صحة تقارير محكمة الحسابات التى لم تتطرق لنهب مؤسسات الدولة وتفليس بعضها وبيع بعضها والإستيلاء على بعضها الآخر وراحت بدلا من ذلك تبحث عن علاوة هذا العمد ومساعدته لمجموعة من الفقراء او كراء دكان بسعر ناقص عن سعر السوق وكلها أمور يتضح أن أطرافا سياسية تقف وراءها بغية تشويه صورة بعض الوطنيين الشرفاء.
وهذا النوع من التقارير لم يكن هو المطلوب ولا هو الذى كان ينتظره المواطنون المنهوبة خيراتهم من اعلى جهات رسمية كانت تتولى تسيير شؤون البلاد.
فغض الطرف عن هذا النوع من النهب السافر الذى أتى على الأخضر واليابس (سونومكس، أنير، صونادير، اسنيم ، المطارالقديم ، المدارس التى تم بيعها ، آلاف القطع الأرضية ، تشييد الأبراج والقصور فى الداخل والخارج ، الصفقات الوهمية وتلك المجحفة بالدولة التى تستنزف ثرواتها بالإضافة إلى الإستيلاء على ممتلكات المواطنين من قبل شركات وهمية واشخاص كانوا مجرد واجهة لعصابة هى التى استولت بالفعل على عقارات المواطنين
هذه الأمور هي التى ينبغي على المدونين الشرفاء الباحثين عن مصلحة البلاد تسليط الضوء عليها باستمرار دون ملل او كلل بدلا من الإشتغال بالتشهير بالشرفاء الذين يستحقون الثناء بدل الطعن فى شرفهم وانتهاك أعراضهم وحرماتهم التى يكفلها الدين الإسلامى والاخلاق الفاضلة الحميدة التى ينبغي أن يتحلى بها كل مدون فضلا عن القانون…وما أدراك ماهو القانون ومتاهاته؟
فالتغاضى من قبل المدونين عن عدم التحقيق من قبل محكمة الحسابات فى هذه الجرائم الخطيرة وتركيزهم على مسائل بالإضافة إلى تلفيقها ليست ذات قيمة اقتصادية لايخدم بأى حال من الأحوال سوى تلك العصابة المعروفة للجميع ، وكان ينبغي على المدونين ان يتنبهوا الى ان الغرض من هذه التقارير ان صح ما قيل عنها هو لفت الإنتباه عن المجرمين الكبار وافلاتهم من متابعتهم إعلاميا بعد افلاتهم حتى الآن قضائيا.

و كماكان على المدونيين ان لا ينخدعوا كان كذلك على محكمة الحسابات إن كانت جادة أن تحقق فى هذه المسائل التى تشمل اضرارها كافة المواطنين لا ان تبحث عن تبرئة المجرمين من جهة والصاق تهمة الفساد بشرفاء مشهود لهم بالنزاهة والعفاف والصدق والأمانة والإخلاص والتفانى فى العمل فضلا عن التدين والإستقامة…ولم تجد ماتلطخ به سمعتهم سوى ما اعتبرته زيادة فى علاوة اونقصا فى ايجار محلات تجارية مع ان تلك العلاوة كان صاحبها يصرفها على الفقراء والمساكين كما هو حال الأستاذة الفاضلة فاطمة بنت عبد المالك العمدة السابقة لبلدية تفرغ زينه التى افنت عمرها فى خدمة الشرائح الإجتماعية الضعيفة من هذا المجتمع دون تمييز.
وتلك صفة لصيقة بها جعلها الله من صفاتها وسماتها الأساسية.
وسوف تظهر الحقيقة للجميع ، تلك الحقيقة التى ستبرئها من تلك التهمة الملفقة التى هى بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
نعم نحن واثقون ان الله تبارك وتعالى لن يخذلها وستبرأ ساحتها كما برأ الله أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من فوق سبع سماوات.
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى