مقالات

وحدة اللسان والمنهج أقصر طريق للوحدة الوطنية

موريتانيا أو بلاد شنقيط بلد إسلامي مائة بالمئة والعروبة والإسلام وجهان لعملة واحدة ، حيث لم تكن العروبة بعد الإسلام عرقا يمكن رسم ملامح حدوده بدون الإسلام ،إذ العربية لسان الإسلام، والعرب خدامه ووقوده ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :نحن قوم أعزنا الله بالاسلام مهما أبتغينا العزة
في غيره أذلنا الله .
والتمييز بين العرب والإسلام أو ما يعرف بالقومية العربية التي كانت سببا في ظهور القوميات الأخرى التي انصهرت في الإسلام لأن الكل يرى ذاته من خلال شمولية الإسلام وعدله ، فكان ظهور القومية هو بداية شرارة التفرقة والدعوات الجاهلية التي جاء الإسلام للقضاء عليها ، ولهذا أعتقد أن القومية العربية ليست بالنسبة لي مع احترامي للمؤمنين بفكرتها سوى خدعة جاء بها أعداء الإسلام انتقاما وتفرقة بين جسم الإسلام الواحد .
والذي ينطبق بالنسبة لي على عرب موريتانيا ينطبق على أفارقتها وكما جمعنا الإسلام يجمعنا الوطن و يخصص عرب موريتايا دون العرب بالمفهوم الشامل كما يخصص أفارقة موريتانيا دون الشعوب الافريقية الأخرى فالوطن هو الوجه الموحد والاسلام هو الإطار الروحي والأخوي والحضاري للجميع ، ومحاولة البعض تغذية نزاعات عرقية من الطرفين يمنعها الانتماء للدين والوطن ، وعليه يجب التوحد تحت لغة الإسلام ولغاتنا الوطنية متحدين بذلك كل دعوات التفرقة الآثمة وانسجاما مع دستورنا الذي يستمد روحه من التعاليم الإسلامية السمحة .
كما أعتقد أن أي قرار رئاسي بتعريب المناهج التربوية والمعاملات الإدارية والبنكية وغيرها سيكون الإخوة الأفارقة هم أول المرحبين به خاصة إذا جاء القرار كقرار وطني لا إقصائي وجاء بشكل تدرجي ومنطقي .
لأن تعصب الإخوة الأفارقة الموريتانين للفرنسية ليس حبا فيها ولا بغضا للعربية وإنما هو فشل وطني على المستوى التربوي ونجاح للمحتل الفرنسي ، ففرنسا لم تحتل أحدا كما أحتلت الإخوة الأفارقة حيث سلبتهم ماضيهم وجعلتهم بلا ماضي حضاري و ربطهم بها ثقافيا والقضاء على كل ثقافاتهم العالمة والشعبية وبذلك جعلتهم أتباعا ورعاة للغتها حتى على حساب لغة معتقدهم في جميع أنحاء القارة السمراء .
ومن الضروري قبل أخذ أي قرار من هذا النوع تعزيز اللغات الوطنية التي تمثل الهوية الأصلية للأفارقة الموريتانين كالسونوكيه والبولارية والولفية وجعلها تدرس ضمن نظام التعليم الوطني على المستوى الاعدادي والثانوي والجامعي ، وجعل اللغة الفرنسية في مكانها الطبيعي كلغة عالمية مثلها مثل الانجليزية .
هذا القرار سيسجله التاريخ إن وفق له سيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز بل سيكون قرارا وطنيا وحدويا تتغنى به كل مكونات شعبنا الأبي ، وسيربط بين شعب كان يفصل بينه حاجز زجاجي لم يمنع الرؤية ولكن حجب التواصل ووسع الهوة بين المكونات الوطنية .
إنها كارثة وطن قطعت أشلاؤه ودبرت له المكائد تلو الأخرى لكن بفضل التربية الدينية التي ساهمت فيها كل الفئات والمكونات الإجتماعية وبعض الطرق الصوفية كانت موريتانيا عصية على كل زرع للفتنة والصراع بين مكونات شعبها.
وكما قدمت موريتانيا مقاربة أمنية ناجحة وأخرى في مجال حرية الصحافة جاء الدور على مقاربة وطنية وهي الأكثر فاعلية في مجال الوحدة الوطنية وأقل تكلفة مادية وهي جمع الشعب كل الشعب الموريتاني على لغة القرآن كما ينص الدستور الموريتاني .
سيادة الرئيس آن الأون لقرار سياسي وطني سيترك صداه الإجابي ولو بعد قضائنا وتركنا المجال لجيل جديد يتنفس ذاته ، ويجب شرك كل الفاعلين في الوطن من مجتمع مدني خاصة خلق جمعيات تنشر اللغة العربية في الاوساط الافريقية الموريتانية واخرى تساهم في نشر اللغات الوطنية بين العرب الموريتانيين حتى نردم الهوة بين شعبنا ويحصل التواصل المنشود والسودان خير مثال على ذلك رغم الحرب والصراع والاختلاف في المعتقد كانت اللغة واحدة فما يمنعنا نحن رغم أننا نعيش في رخاء وأخوة وما ينقصنا سوى القرار السياسي وتصاحبه نية خالصة لله تعالى وعلى الله قصد السبيل .

الحامد احمد جباب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى