مقالات

زيارة باركيول

كم هو مدعاة للسخرية و الضحك إلى حد الغثيان و التقيؤ أن تقرأ عناوين كبيرة في المواقع الصفراء مدفوعة الأجر وعندما تقرأ هذه العناوين تلاحظ أن الذين دفعوا الثمن يحاولون الوصول إلى الثريا و هم إنما يطاردون خيوط الدخان .
قرأت اليوم أخبار في هذه المواقع وقد أجمعت على أن هناك 20 مجموعة قدمت إلى مقاطعة باركيول لاستقبال الوزير الأول من خارج المقاطعة إلى هذه أقول وباختصار :
أولا : ساكنة المقاطعة الأصليون لم يطلبوكم و بالطبع لم يرحبوا بكم وكل من يدخل هذه الأيام إنما هو مهرج أو مسترزق
ثانيا : إذا كنتم بهذه التصرفات تريدون الوصول إلى شيء ما فمجتمعاتكم أولى وقد لاحظنا أن كل القادمين هم إما مطاردون في مجتمعاتهم و إما ليست لهم قدم راسخة فيها .
ومن هذه صفاتهم لا تستساغ مساعدته لغيره.
شكرا ضيوفنا الكرام على الحماس الزائد والمنقطع النظير الذي أبديتموه لمثل هذه الزيارة والذي يتقاطع تماما مع رغباتنا واهتماماتنا نحن معاشر المهرجين العبثيين ، سكان تلك المنابذ القصية المهمشة المنسية المطحونة المقهورة من هذا الوطن الحبيب نحن نعطي دائما لمن يمنع ونفرح لمن يتجهم ونقدر ونفخم من يحتقرنا ويذلنا نحن هكذا دائما وهذا هو قدرنا وهذه هي مواقفنا دائما .
أنا و أمثالي من الطفيليين الذين نكثر دائما على موائد الطمع و نقل عند موائد النبل و الشهامة نحن كالذباب تماما على موائد القمامة نحن نريحكم من عناء مشقة السفر و قطع الفيافي و المهامه .
نحن سنؤجر تسعين ألف سيارة و نحضر تسعين مليون من الإنس والجن و سنقف أضعاف العدد على أمثالنا من أشقياء المعمورة بهائم الأرض الذين لا رؤية لهم في هذا الوجود سوى حضور هذا النوع من الكرنفالات الزائفة .
سنفعل المستحيل لكي تنجح زيارة ملهمنا وقائدنا المفدى الممجد و المبجل طويل العمر طويل القامة طويل الرأس عارض الكتفين الذي للأسف لا أعرف اسمه و لم أره قط لكنه يحتقرني قطعا و لا يعيرني أي اهتمام ، الذي حول منطقتنا إلى جنة خضراء يفوح فيها عبير الشذى و تجري فيها الأنهار الصناعية و الحقول النفطية .
لقد حفر فيها الخنادق وشيد فيها الموانئ و صارت جنة الدنيا على الأرض بلا منازع ألا يستحق منا هذا الزعيم التضحية بأرواحنا أحرى مادون ذلك .
سوف نرقص ونغني وتصضح حناجرنا بالثناء والشكر لوزير الوزراء و مدير المدراء و رئيس الرؤساء نحن معشر المهرجين كثر الله من أمثالنا في هذا الزمن الجميل سندوس الكرامة بأرجلنا و المواقف الشريفة بأحذيتنا و سنسيء لكل من أحسن إلينا و ستروننا على شاشة الموريتانية ليعرف الجميع أننا هنا .
حمى الله معشر الطفيليين و المهرجين و المصفقين والمطبلين .
مصطفي ولد يحي ولد بابه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى