مقالات

ماذا يمكن أن نتعلم من نظام التعليم في اليابان؟ (الجزء الخامس)

9.عوامل نجاح التعليم في اليابان
يعتقد معظم اليابانيين أن توحيد المنهج ومتابعة تدريسه وتقييمه ومراجعته بشكل دوري من طرف وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا والولاية والبلدية وأولياء الأمور عامل مهم في إنجاح التعليم.
كما يعتقدون أن ظروف تأهيل واكتتاب وتحويل و تدريب و أجور المدرس تلعب دورا مهما كذلك في إنجاح التعليم. حيث يشترط في المدرس أن يكون خريج كلية للتربية في اليابان غالبا و أن يتجاوز امتحان اكتتاب الولاية المعنية الذي لا يسمح له بالعمل إلا فيها.
وعندما يرغب في التحويل منها عليه إنهاء عقده معها و المشاركة في امتحان الولاية التي يود الانتقال إليها. أما التحويل داخل الولاية فيشرف عليه مجلس تعليم الولاية المعين من طرف الوالي بالتعاون مع مجلس تعليم البلدية المعين من طرف العمدة و يتم تحويل المدرسين من 3- 10 سنوات مع تخصيص علاوات للاماكن الريفية.
وتسهر مجالس التعليم المذكورة على متابعة تدريب وحضور المدرس و فاعليته خلال مدة عمله في المدرسة وذلك من خلال تخصيص لجان تابعة للولاية و البلدية من الحي أو الإحياء المحيطة بالمدرسة. أما راتب المدرس فيتجاوز3900 دولار أمريكي أي مايقارب مليون و أربع مئة ألف 1400000 أوقية ((Bin,2017 و يعتبر ثاني أحسن راتب مدرس في العالم بعد فنلندا.
ومن أجل توفير هذا الراتب المجزي للمدرس تقلص اليابان الطاقم الإداري في المدرسة إلى 4 أشخاص فقط وهم المدير و مساعده وعامل النظافة و ممرض. كما تقوم بتوفير وجبة الغداء للمدرسين و الطلاب مجانا للمرحلة الإجبارية التي تتميز بتلقائية النجاح إلى غاية الشهادة الإعدادية.وتقديسا للمدرسة ولمساعدة عامل النظافة يفرض استبدال الأحذية عند دخول المدرسة بأحذية للمدرسة مخصصة لذلك.
وبالإضافة إلى توفير فصول لذوي الحاجات الخاصة تعتمد اليابان منهجية تقسيم الطلاب على المدرسين من أجل متابعة تطورهم الدراسي مع أولياء أمورهم.
مع العلم أن الطلبة موزعون فيما يتعلق بمتابعة الإشراف على تقدمهم على المدرسين ، بحيث يتابع كل مدرس ما بين 15 إلى 20 طالب على الأكثر . و هو مسؤول – أي المدرس – أمام أولياء الأمور من أجل تزويدهم بكافة المعلومات المتعلقة بتقدم أبنائهم علميا .

10.بعض مشاكل اليابان
على الرغم من النجاحات التي تسجلها اليابان عالميا على أصعدة عديدة إلا أنها تعاني بعض المشاكل التي يربطها بعضهم بنوعية نظام التعليم المعتمد بينما يربطها البعض الآخر بالثورة الصناعية التي شهدها البلد. و بشكل عام، تواتر ذكر مشاكل من بينها انتشار النزعة الفردية مقابل روح تقديس صالح المجموعة أو الأسرة و انتشار روح التنافس الفردي مقابل تنافس الأسر أو الجماعات و انتشار الجهل النسبي و عدم التسامح وفقدان الرؤية الموحدة وارتفاع معدل الانتحار واتساع الهوة بين الفقير و الغني و انتشارا لعنف المدرسي مثل الضرب و التهديد وارتفاع نسبة التسرب من المرحلة الإعدادية و الثانوية وانعزال الشباب عن المجتمع بسبب استعمال الهواتف الذكية وارتفاع جرائم الأطفال وتفشي الثقافة الافتراضية (Junichi, 2017).
****************يتواصل مع الجزء السادس إن شاء الله*****************
لمتابعة الحلقات السابقة يرجي تصفح الرابط التالي :
http://www.aqlame.com/article35197.html
ملاحظة:
*** شكر خاص للدكتور البكاي ولد عبد المالك ( جامعة نواكشوط العصرية ) والدكتور أحمد ولد نافع (جامعة العلوم الإسلامية بالعيون ) علي القراءة التحريرية للورقة.
*** بإمكان القراء المهتمين بالتعليم واللذين لديهم أراء واقتراحات بخصوص هذا المقال أو بخصوص جوانب أخري من التعليم التواصل معنا علي البريد الالكتروني:
elmoctar1969@yahoo.com

د. المختار ولد حنده-أستاذ محاضر-قسم اللغة الانجليزية- جامعة نواكشوط العصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى