الأخبارمقالات

محمد فال حرمه يكتب: تقاعد مسقارو..

هي محطة من محطات العمر، وشاهد على مسيرة من العطاء، و لحظة لتتويج جهد من الخدمة والبذل والتضحية، يختلف أثرها وانعكاسها سلبا أو ايجابا بحسب الأشخاص ونوعية الأدوار والوظائف التي أسندت إليهم.. منهم من يتقاعد مع نهاية مشاوره العملي فلا تكاد تسمع له ركزا..ومنهم من تتقاعد وظيفته فيظل يعمل، يعطي، يورق ويثمر، فلا تحس أنه فارق المنصب ولا فقد المقعد..
مسقارو من ذلك الصنف من الرجال الذي يعيش الوطن في قلبه ويجري منه مجرى العروق في الدم..لا يرى لنفسه مقاما ولا منصبا ولا امتيازا إلا بحيث تكون مصالح الوطن ووحدته وأمنه وانسجامه..
رجل صادق وفي لا تزيده الوظائف إلا تواضعا وبساطة، ولا يستفيد منها إلا بقدر ما يخدم أمة آمن بها وعاش لأجلها، فكانت حاضرت في قلبه وذهنه..
مسقارو عسكري يؤمن بالسلام والعدل والإنصاف، وشخص عارف بأهدافه وغاياته مؤمن بأن طريق النصر شاق وأن بناء الأمم صعب المرتقى وأنه يحتاج من التضحيات ما يتناقض مع كل ماهو ذاتي.
رجل قوي مؤثر ومثقف من طراز رفيع تقاعده سيترك فراغا كبيرا في مراكز القيادة، لكنه سيكون محفزا قويا ودافعا يمكنه من تعويض حضوره في منابر أخرى ومواقع يستحقها وتنتظره..
مسقارو شخص لا يتقاعد ولا يفقد موقعه ولا مكانته بفقدانه لمنصب، فله في كل قلب مقعد و وظيفة، وله في كل محطة مر بها في مشواره العملي والوظفي شواهد انجاز لا تزول بزوال الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى