مقالات

شكرا لشيوخ الحكمة و الكبرياء

وجه شيوخ موريتانيا صفعة للنظام ، غرسوا الخنجر في خاصرته ، إلى أن سقط مغشيا عليه لا يستطيع الحراك ، انسدت الطرق أمام المساس بالنشيد و العلم ، فصدرية الشيوخ انقذتهما من رصاص الجنرال و عصابته و مرتزقته التي حاورته في مطبخ آسن كريه.
لقد تم غلق الطريق المؤدي إلى الاستفتاء أو إلى المؤتمر البرلماني ، و ضاقت الفرص أمام زمرة اللصوص و اباطرة الاحاجي و التلفيقات و الطلاسميين ، لم تفلح تأتأة و لد حدامين في بيان الازمة و التعامل معها ، و لم تعالجها كؤوس ولد محم المعتقة ، و لن تنقذها فتاوى الكنتي الرعناء .
لقد دأب هؤلاء بعد استفحال الفشل و عشعشته في بصائرهم الكليلة و جهودهم الواهنة إلى الاخذ بأبسط التفاسير ، و اعتماد نظرية المؤامرة في تأويل الأحداث ، و بذر المطبات و وضع العراقيل و اتخاذ خصومهم مشاذب يعلقون عليها حصاد بذورهم.
اساء بن حدامين و ولد محم إدارة الاغلبية و فشلا في تسيير ما وكل اليهما من قضايا البلد ،و عبر الشيوخ في تمردهم الواضح عن ما يمور في نفوس المواطنين من غضب و استياء ، عانقوا رغبة المواطن بوضع البطاقات الحمراء داخل الصندوق للفت الانتباه إلى وقف النهب و السمسرة و الفساد و الى غلاء الأسعار و انتشار الفقر و البطالة و الأمراض ، سيبحث الرجلان عن احد خصومهم كبشا للفداء يغشان جنرالهم و يوهمانه بانه وراء الضربة و خلف زناد لهيب الرصاص .
ستبقى الإصابة كما هي تتفاعل دون علاج إلى ان تأتي القاضية التي لا دواء لها .
ان فعلة أشاوس الشيوخ الثلاث و الثلاثين برهنت على رفضهم للانقياد ، و ان جزرة ولد حدامين لا تسوق الا القطعان ، و حتمية التخلي عن كتيبة مخنثي و طبالي ولد محم بزعامة زيدان ، لقد كتبوا باللون الأحمر حياة العلم ، و اوقفوا فصول مسرحية سخيفة لا تمت للشهداء بأي صلة .

أبي بن احمد كريم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى