مقالات

آدرار: مدرسة التكبير

بين تكانت وآدرار قواسم مشتركة تمثلها تضاريس الجبال الراسية، وأودية النخيل الباسقة،وتاريخ حفي بالمقاومة، وتأسيس لمآذن التوحيد ، وامارات الشهامة العربية العادلة ، وتسيير لقوافل التجارة، وجيوش فتح دكت أوداغوست وأنشأت مراكش.، ولقنت آلفونسو وكبلاني ومن يحتنكون ذريتهم أعظم الدروس.
آدرار..أمة التكبير
نحن نفد اليوم الي آدرار لنرفع العلم الوطني لبلد رزح تحت نير الاستعمار المباشرنصف قرن ، والنخب التي تعاقبت علي استقلال(النشيد والعلم)منذ56 سنة، أغلبها لايزال أميلزة للمستعمر يكتب له ويكتب عنه ، أو مثخنا بالعجب بمشيته، وعجمته، وسفيرا له بالحال والمقال، يتمسح بأعتاب متغيراته ، ويعتبر بأحوال صروف زمانه.، وهو جاث علي ركبتيه، يتآمر علي نفسه، وعترته ،ودينه، ولغته، وأرضه، وشعبه(بفتح الشين وكسرها).
لم نكتب التاريخ ..تاريخنا.. ولم نعجب بالأبطال أبطالنا ولم نترك لمقدس حرمة.. مقدساتنا. ولم نصن حرمة.. من حرماتنا…. وعشاق الآخر.. وعبدة السحر الهندي تربعوا علي الكرسي ، و المدرسة، والصحيفة،
يحلبون معزي أم معبد، ويصدون عن البيت الحرام، ويرون أن المحظرة تطرف، ويرون للمسيء سبيلا للخروج من طينة الخبال .
أدرار الجميل.. تتوجه اليه الأنظار محدقة..من هنا كتب التاريخ أيقونة الاستقلال، وها نحن مع الأحمد العزيز نرفع الراية من جديد، ونعيد مجد الاستقلال وتجربة الاستفتاء.
وفي آدرار مرت كل قوافل من ركب الهودج، وفيه عبرة لكل من يعتبر.
السلطة لا –تغري أحدا ، والمال لا يشي بالعقلاء ، والقوة عرف المستعمر أنها لا تغني ولا تسمن من نياشين ومن قلاع أوغلال.
وحدها كلمة التوحيد.. لا تزال خالدة تصدح بها المآذن وتسارع اليها نفوس الكرام..أما من ترنم باستفتاء (نعم ولا) فلا تحس له دبيبا، ولا تسمع له ركزا.
العالم يتغير من حولنا…
لقد آن لبقية هذه الأمة، أن تفتح عيونها، وأن ترد حوضا تشرب منه، ولا تنزف عنه.
آخر الواردين علي الحوض، قالوا لنا..عدد أصوات الناخبين بزيادة مليون ناخب، وميزانية الحملة الكبيرة قياسا مع الخصم، ودقة البرامج وحصيلة ولايتين انتخابيتين للديمقراطيين،والماكينة الدعائية للاعلام ورجال الأعمال، غلبهم صراخ اترامب.. ومن عز فقد بز، ومن ذل فقد أزته العواصف أزا.
وحكايات المرشحين حكت الآن في آخر فصولها أن ساركوزي غلب القذافي حيا ، لكن القذافي غلب ساركوزي ميتا.. وقديما حكي الخضر لموسي عليه السلام أن الأب الصالح يبني لأيتامه الأنبياء والأولياء الكمل، الجدار اذا مال ، وذكر لنا القرءان أن فتية الكهف يغلبون ملوك الالحاد بعد ثلاثمة سنة ونيف ..من ذهابهم في الغابرين، وأن حمار العزيرمشي وطعامه لم يتسنه..مائة سنة..كانت عند العادين يوما أو بعض يوم.
وهاهي سوريا تلقي بحممها فتتحول دولة الي أكبر مستودع للهجرات ، وأكبر سجون للاعتقالات، ويصطلح السني والشيعي في زمن أحلاف الفتن علي تولية مسيحي دفة الحكم، ويهجر أهل السنة، وتجاس ديارهم، ويبادون بلا رحمة ، باسم داعش ، أو باسم التحالف الدولي، أو باسم قران بين الحشد الشعبي الشيعي والأكراد.
وها هي افريقيا قارة المستقبل ، تشتعل فيها الحرائق في غاباتها ،وسهولها من حولنا، بأسماء مستعارة من انتاج ثالوث(الطغاة، والغزاة، والغلاة) مثل : أنصار الدين ، وماسينا ، والمرابطون ، وبوكو حرام، وأنصار الشريعة، وشباب المجاهدين والنتيجة: خليفة بلا خلافة، وخلاف لزرع الخلاف.
سنة2017 سنة انهاء الصراعات
بلدنا الاستثناء – ولله الحمد- في قياسات الأمن والاستقرار، والحريات العامة ، والحكامة والحوار،
بحاجة الي كل أبنائه المقاومين ، لدحر الباحثين عن السلطة والشهرة،و أهل الصراخ والنباح.، ولتكون هذه السنة سنة انهاء كل الخلافات، وبناء الثقة بين أغلب التوجهات.
مرت مائة سنة علي وعد بلفور1917، وسبع سنوات علي محنة السوريين، والقرءان والسنة أجمعا علي أن بعد كل مائة سنة فرج نأمله الأن للفلسطينيين ، وبعد كل محنة سبع سنين عام فيه يغاث الناس، نري رمانه يعصر لفائدة السوريبين.
وهذا الفأل الخير مشروع، لأننا كسبنا رئاسة العمل العربي ، وها نحن في ملابو نتوج برئاسة العمل العربي الافريقي المشترك، وتلك رسائل الي الخارج والداخل تتطلب أن نترجمها الي واقع ملموس في أمان عشرة:
1-برنامج للرئاستين قبل مؤتمري عمان والرياض.
2- مصالحة شاملة مع تاريخنا.
3-انهاء المظالم التاريخية التي تجاهلت 89 معركة من مقاومتنا الوطنية، واستهزأت بدورنا في الفتح الاسلامي في القرن 5 الهجري 11 الميلادي.
4- انصاف مجدنا التليد : صناعة المحظرة، حضارة المحظرة.، التي لا تزال800 معلمة تشع نورا منها اليوم.
5-بناء حوكمة سياسية و اقتصادية لصالح أجيال المستقبل.، وهو ما يتطلب خمس فرائض : روح الفريق، رؤية، كفاءة، تجربة،نية حسنة سليمة من الغل و الكيد.
6-تحرير الخطاب السياسي من النفاق والشتم، ونشر الكراهية، والاستهزاء بمقدسيات الأمة، ويستوي في ذلك أحزاب المعارضة وأحزاب الأغلبية.
7- بناء سياسة خارجية ذات مرام وفق الأقطاب التنموية في هذا العصر، واهداف التنمية المستدامة، وتصنف المناطق حسب أولويات الفئات الثلاثة: الصين وفرنسا ،روسيا وامريكا، العرب وافريقيا.
8-بناء قدرات أحزاب ملهمة ،وصادقة، ومستقلة، عن كل من يرفض رؤية التداول السلمي، بين الأجيال والنخب: السياسية – الدينية – الفكرية –الاجتماعية –الاقتصادية- الثقافية والحرفية، وتتوجه الي أولوية التنمية المحلية لمناطقنا الداخلية.
9-الالتفات180درجة الي العلماء، والصالحين، وحكماء البلد ،من اصحاب التجارب في الصدق ونبذ تجارة الكذب، والنضال ضد الظالمين والمستكبرين.
10-تنظيم الحرية حتي لا تتحول الي فوضي، والصرامة حتي لا تتحول الي الشدة،.
11-مد اليد العليا واليد السفلي للدعاة وحفظة القرءان ،و للطلاب، والمزارعين، والمنمين، ومن يعمل من كسب يده ، والمسنين والمرضي ،وسكان الريف، وحراس الحدود والثغور. ، وبناء مجتمع مدني يدعم العمل الخيري والانساني في كافة الاتجاهات، لأننا نعبر مرحلة خطرة، في عالم مضطرب.،ومجتمعاته أخلاقها هشة.
هذه شذور نثرتها في زمن صراخ اترامب، وافول ساركوزي،
كتبتها لأحفاد المجاهد الشيخ ماء العينين المتوفي1911م وأمير آدرار العادل احمد ولد امحمد (1872-1891م)
وساكنة أقدم المدن الاثرية (أزوكي-تنيكي) (شنقيط ووادان)
النخل الباسق ، والعلم الرصين، والجبل الأشم في آدرار
مدرسة حطمت كبرياء غورو، ومشروع كبلاني، وآدرار2016 علي موعد مع منعطف تغيير تاريخي.
الكلمة فيه ليست للمتكبرين، وانما تسلم للمتواضعين
المصلين ،الذين يكبرون الله تعظيما، جهرا، وصحوا، في الصلوات الخمس كل يوم 94 تكبيرة خفضا ورفعا.
الله أكبر..ولله الحمد.

بقلم: عبد الله المبارك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى