الأخبار

البوليساريو: المواقف الموريتانية مسؤولة وتعاوننا معها مستمر (بيان)

جددت حركة البوليساريو المقاتلة من أجل تحرير الصحراء الغربية ارتياحها للمواقف الموريتانية من القضية الصحراوية، والمسؤولية فى التعامل مع الصحراويين شعبا وحكومة.
وقالت الحركة فى بيان صادر عنها اليوم الأحد 09-10-2016 إن علاقاتها بموريتانيا ممتازة.

ونص البيان الصادر عن الأمانة الوطنية بالجبهة على تحية موريتانيا الشقيقة، مشيدا بمستوى علاقات الأخوة والصداقة والجوار التي تربط بين الشعبين الموريتاني والصحراوي، عن الارتياح لمستوى التعاون بين الطرفين في كل القضايا المشتركة، والتصدي للمخاطر المحدقة بالسلم والأمن والاستقرار في المنطقة.
وهذا نص البيان :

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
الأمانة الوطنية
الدورة العادية الثالثة
التاريخ : 9 أكتوبر 2016
البيان الختامي
برئاسة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، عقدت الأمانة الوطنية دورتها العادية الثالثة يومي السبت والأحد، 08 و 09 أكتوبر 2016، تناولت بالنقاش والدراسة التقرير الذي قدمه مكتبها الدائم عن الفترة بين الدورتين الثانية والثالثة الذي يتطرق لمختلف جوانب القضية الوطنية، مع تقارير تكميلية حول التطورات الميدانية جراء التصعيد المغربي الأخير وعن التطورات على مستوى الأمم المتحدة وجهودها لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، إضافة إلى موضوعات متعلقة بتسيير الشأن الوطني عامة.
وعبرت الأمانة الوطنية عن عميق الارتياح التقدير لروح المسؤولية والوفاء لعهد الشهداء والالتزام والتجاوب والاستعداد والتحدي التي أبانت عنها جماهير الشعب الصحراوي، في كل مواقع تواجدها، إزاء المصاب الجلل برحيل الرئيس الشهيد القائد محمد عبد العزيز، والتي كان من أبرز تجلياتها نجاج المؤتمر الاستثنائي للجبهة، في كنف الوحدة والتلاحم والإصرار على تحقيق الأهداف الوطنية المقدسة، وكتتويج لسلسلة من الإجراءات والفعاليات التي كرست بالملموس قدرة هذا الشعب، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، على التعاطي مع أصعب الرهانات، بكل ما يقتضيه ذلك من وعي وتقيد صارم ومسؤول بالترسانة القانونية والمؤسساتية للجبهة وللدولة الصحراوية.
وسجلت الأمانة الوطنية ما شهدته الفترة بين الدورتين الثانية والثالثة من انتظام وكثافة للبرامج الوطنية القارة والطارئة، وما حققته القضية الوطنية من مكاسب وانتصارات، داخلياً وخارجياً، في سنة خلد فيها الشعب الصحراوي الذكرى الأربعين ليوم الشهداء، ذكرى رحيل القائد المؤسس، شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد، بكل ما تحمله من دلالات الوفاء والتواصل والاستمرارية.
وبعد أن حيت الهبة الوطنية العارمة التي جاءت رداً على التحركات الاستفزازية المغربية الأخيرة، والتي شملت كل نقاط تواجد شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة، في الجاليات والشتات، وجهت الأمانة الوطنية تحية خاصة إلى جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي أظهر، كما هي عادته، قدرته على التعامل مع التطورات والمستجدات بكل حزم وحسم واستعداد للتضحية والعطاء لمواجهة تصعيد قوة الاحتلال المغربي، في استنفار وجاهزية معنوية ومادية دائمة للتصدي لكل الاحتمالات.
كما توجهت الأمانة الوطنية بالتحية إلى جماهير الأرض المحتلة التي ترفع التحدي وتسطر بالمقاومة السلمية الباسلة صفحات متجددة من البطولة والفداء، وتجدد إدانتها الشديدة للانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف دولة الاحتلال المغربي في حق المواطنين الصحراويين العزل، وطالبت بوقف سياسات التجويع والابتزاز التي تمارسها ضدهم، في وقت تواصل فيه نهب ثرواتهم الطبيعية.
وطالبت الأمانة الوطنية بممارسة المجتمع الدولي لكل الضغوط اللازمة لإطلاق سراح معتقلي اقديم إيزيك وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية وإزالة جدار الاحتلال العسكري المغربي وإنهاء الحصار المفروض على الأراضي المحتلة وفتح المنطقة أمام المراقبين الدوليين المستقلين.
ولدى تطرقها للتطورات الميدانية الناجمة عن الخرق المغربي السافر، المقصود والمتكرر، لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركارات، شددت الأمانة الوطنية مجدداً على مسؤولية مجلس الأمن الدولي في اتخاذ الخطوات العملية العاجلة والحاسمة لوضع حد لغطرسة وتعنت الطرف المغربي، والاستئناف العاجل لمسار التسوية الأممي الإفريقي، الرامي إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير.
الأمانة الوطنية، وهي تحمل دولة الاحتلال المغربية مسؤولية ما قد يترتب عن هذا التصعيد من مخاطر على كامل المنطقة، ذكرت مجدداً باستعداد جبهة البوليساريو للتعاون البناء من جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، السيد كريستوفر روس، لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتمكين الشعب الصحراوي من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.
وأكدت الأمانة الوطنية على ضرورة تمكين بعثة المينورسو من الوسائل الضروية للقيام بمهمتها في أسرع الآجال، ألا وهي تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، مع عودة كافة عناصر المكون المدني للبعثة، ودعم قدراتها الميدانية لتكون في مستوى المراقبة الفعلية والصارمة لاتفاق وقف إطلاق النار وحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها.
واعتبرت الأمانة الوطنية أن فرنسا، بتبنيها للانحياز المفضوح، وخاصة داخل مجلس الأمن الدولي، للطرف المغربي المعتدي، في تناقض مع مقتضيات الشرعية الدولية، فإنها تتحمل المسؤولية في ما شهدته وتشهده المنطقة من توتر وتهديد للأمن والاستقرار.
كما أن دولة الاحتلال المغربي تغرق المنطقة بالمخدرات، كأكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في العالم، بما لها من آثار مدمرة على مجتمعات المنطقة، اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، وخاصة دورها الحاسم في دعم وتمويل وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الأرهابية.
وسجلت الأمانة الوطنية استنتاجات المحامي العام ميلكيور واتليت في القضية المرفوعة أمام محكمة الاتحاد الأوروبي، حول اتفاق التعاون المبرم بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، والذي يشمل المشتقات السمكية والفلاحية للصحراء الغربية.
ورحبت الأمانة بتأكيد المحكمة الأوروبية على أن الصحراء الغربية لا تتبع للسيادة المغربية، وبالتالي فلا يمكن أن يشملها أي اتفاق ثنائي أوروبي مغربي، وبأن جبهة البوليساريو حركة تحرير وطني وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، وتتمتع بحق رفع دعاوى لدى المحاكم الدولية.
وسجلت الأمانة الوطنية بالتقدير والعرفان المواقف المبدئية، الداعمة لكفاح الشعب الصحراوي وحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، المعبر عنها من قبل المنظمات الدولية والحكومات والبرلمانات والأحزاب والجمعيات والشخصيات في كل أنحاء العالم، والتي عكستها الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماع لجنة تصفية الاستعمار.
وحيت الأمانة بهذا الخصوص موقف الاتحاد الإفريقي، المنظمة القارية العتيدة التي تتشبث بعزيمة راسخة على الدفاع عن مبادئها وقراراتها من أجل استكمال تصفية الاستعمار وتقرير المصير والاستقلال واحترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال، لضمان السلم والاستقرار والتنمية لشعوب إفريقيا.
وخصت الأمانة الوطنية الجزائر الشقيقة، بقيادة فخامة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، بالشكر والتنويه والإشادة على موقفها المبدئي الراسخ، المنسجم مع ميثاق وقررات الأمم المتحدة ومبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، الداعم بلا شروط ولا حدود لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، والمجسد لروابط متجذرة وعلاقات وطيدة من التحالف الأبدي بين الشعبين والبلدين الشقيقين في الجزائر والصحراء والغربية.
كما توجهت الأمانة الوطنية بالتحية إلى الشقيقة موريتانيا، مشيدة بمستوى علاقات الأخوة والصداقة والجوار التي تربط بين الشعبين الموريتاني والصحراوي، عن الارتياح لمستوى التعاون بين الطرفين في كل القضايا المشتركة، والتصدي للمخاطر المحدقة بالسلم والأمن والاستقرار في المنطقة.
وبعد أن حيت الحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي في أوروبا وإسبانيا، طالبت الأمانة الوطنية من الدولة الإسبانية المسارعة إلى القيام بالدور المنوط بها في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، انطلاقاً من مسؤوليتها القانونية والتاريخية والسياسية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي، وهي المسؤولية التي لا يمكن التنصل منها، مثلما أقرت بذلك المحكمة العليا الإسبانية في يوليو 2014، وأكد عليه المحامي الأوربي في سبتمبر 2016.
الأمانة الوطنية، التي أصدرت لائحة السياسة الداخلية المنبثقة عن دورتها العادية الثالثة، توقفت عند أبرز الاستحقاقات الوطنية المقررة في الفترة المقبلة، مثل المؤتمر الثامن للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب والمهرجان العالمي للسينما في الصحراء الغربية والمهرجان الوطني للثقافة والفنون الشعبية وتظاهرة آر تيفاريتي والندوة الأوروبية الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي وغيرها.
ومع حلول الذكرى الواحدة والأربعين لقيام الوحدة الوطنية، التي وحدت الشعب الصحراوي تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ومبادئها وأهدافها، وجهت الأمانة الوطنية نداءها إلى كل الجماهير الصحراوية، في كل مواقع تواجدها، لمزيد من رص الصفوف وتكثيف الجهود لمواجهة تحديات المرحلة ورفع وتيرة المقاومة والنضال ودعم انتفاضة الاستقلال والتصدي لمؤامرات ودسائس العدو، وتجسيد أولويات المؤتمر الرابع عشر للجبهة، على درب الوفاء لعهد الشهداء وانتزاع النصر الحتمي، وبلوغ أهدافنا المقدسة في استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى