الحروف تنشر كلمة السفير المختار ولد داهى في الملتقى 11 لتحالف الحضارات المنظم بالرياض / فيديو

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة معالى السفير المختار ولد داهى بمناسبة الملتقى 11 لتحالف الحضارات المنظم بالرياض 14دجمبر 2025.
مبتدأً أقدر فكرة إنشاء تحالف الحضارات و أهنئ المملكة العربية السعودية على استضافة النسخة 11 من منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضرات فى ظروف ممتازة تعبئة و حفاوة و تنظيما.
و التهنئة موصولة للسيد؛ …MIGUEL ANGEL MORATINOS و الذى هو صديق عارف ببلادي موريتانيا و هو مناضل عتيد مسلح بتجربة طويلة و قناعة راسخة بأن تحالف الحضارات هو من الآليات الأممية الضرورية للوقاية من النزاعات المؤسسة على فهم سقيم لرسائل الحضارات:فهمٌ سقيمٌ أدى إلى حروب بين دول و داخل الدولة الواحدة و أدى أيضا إلى استقطابات و علاقات ساخنة بين دول و بين أعراق و بين ديانات،..
و بعد 20 عاما (عام 2005)من تأسيس هذا التحالف الأممي بمبادرة مذكورة من رئيس الوزراء الإسباني الأسبق ZAPATERO (الحاضر لهذا اللقاء) ورئيس الوزراء التركي وقتئذ الطيب أوردغان جاز التقييم و تقييمي هو أن آلية تحالف الحضارات ضرورية لكن ليست كافية.
و الأكيدُ أن “تحالف الحضارات” وُفق فى مواجهة فكر و خطاب و شعبوية “الصراع الحتمي للحضارات” و ذلك ما هو ملاحظ عبر كون كلمة و مصطلح “تحالف الحضارات” أَضْحَتْ أعلى سياسيا و إعلاميا و أنفذ أثرا من كلمة صدام الحضارات،..
لكنّ الحاجة مازالت ماسة لمزيد نزع معاذير “الفهم الخاطئ لرسائل الحضارات” و أملي كبير أن يكون عدد الصراعات المسلحة بخلفية “تنافس أو صراع حضاري كليا أو جزئيا ” قد تراجع خلال العشرين عاما الأخيرة مقارنة بالعشرينيات التى قبلها.
و لعل الصراع الفلسطيني مع دولة الاحتلال الظالم هو أقدم صراع مسلح بخلفية من “فكر صدام الحضارات” لدى بعض الأطراف و هو ما يستوجب جهدا من هذا الجهاز الأممي “التحالف الأممي لحوار الحضارات” من أجل محاولة إنهاء هذا الصراع و الذى شهد خلال العامين الأخيرين انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من دلالاتها كون أكثر من 50% من الموتى و الجرحى أطفال و نساء و منهم أطفال رضع و نساء حوامل!!!ضف إلى ذلك تدمير العديد من المساجد و الكنائس،..
و التنويهُ واردٌ إلى أن منظومة الأمم المتحدة:” جسد واحد” إن اشتكى منه عضو أُصيب كل الجسد بالعدوى و حتى لو افترضنا أن “التحالف الأممي لحوار الحضارات”حقق بعض أهدافه فإن بعض أعضاء “الجسدالأممي” الأخرى و خصوصا الجهاز المكلف بالأمن الدولي يحتاج -حسب الإجماع المنعقِد- إلى تشخيص و علاج و مراجعة لمهامه و تشكلته و وسائله و إلزامية قراراته ،…
أيها الحضور الكريم
موريتانيا بلدٌ متعدد الأقوام يكرّسُ ذلك فى متن الدستور و هو ما يشكل مصدر قوة و ثراء وموريتانيا قنطرة بين العالم العربي و الإفريقي و قد اضطلعت تاريخاً و تضطلع حاضرا بدور مُهم فى تجسيدِ و نشر الوسطية و التعايش على أساس واحد هو :المواطنة و المواطنة وحدها.
و موريتانيا تدعم بقوة “تحالف الحضارات” و “تكامل الحضارات” تحت قيادة “صديق موريتانيا”: ANGEL Miguel MORATINOS و الذى أضيفت لهُ مأمورية “المبعوث الخاص من الأمم المتحدة المكلف بمحاربة الإسلاموفوبيا” و الإسلاموفوبيا شهدت تصاعدا حجما و حدة تستدعى مقاربة أممية للتصدى لها .
و ختاما أبارك ل “تحالف الحضارات” الذكرى العشرين للتأسيس و الذكرى مناسبة للمباركة و سانحة للتقييم و الاقتراح فأما التقييم فهو ما أشرتُ إليه سلفا من أن تطرف بُغَاة “صدام الحضارات” يجعل الآليات الحالية لمبادرة “تحالف الحضارات ضرورية لكنها ليست كافية” أما الاقتراحات فسأكتفى -نظرا لكون الدقائق المخصصة لكل مداخلة ثلاثة فقط” :سأكتفى بثلاثة اقتراحات:
أولا-استحداث جائزة”تكامل الحضارات”تُمنحُ كل عامين لأبرز الأعمال العلمية -البحثية-الفنية-الأدبية و “الميدانية” المُعلية من قيم تحالف الحضارات؛
ثانيا- توظيف رافعات الرقمنة و الذكاء الصناعي من أجل محاربة المحتوى المُمجد للكراهية و التطرف و التجاذب السلبي بين الحضارات؛
ثالثا -مزيدُ التركيز و اليقظة من أجل الوقاية و نزع فتيل تهديدات نزاعات ساخنة تهدد بعض الدول عبر العالم
أشكركم و السلامُ عليكم و رحمة الله تعالى و بركاتُه.



