
ما أصعب فراق الأعزّاء ! كلما تصفَّحتُ قائمة الأرقام بهاتفي، توقّف بصري عند رقمه، فأحدّق فيه طويلًا؛ ذلك الرقم الذي شكَّل جسرًا ربطني بأعزِّ إخوتي وأصدقائي، الخليل ولد الطيب، سنينَ عددًا، فإذا به اليوم شاهدًا صامتًا على وجع الفَقْدِ. أراه فأشعر أن قلبي ينهض ليطلب الاتصال، ثم يتذكّر أن الخليل رحلَ في حفظ الله ورعايته إلى ربٍّ غفورٍ رحيم، وأن رقمه، الذي كان وسيلة تواصلنا عند تعذّر اللقاء، لن يُجاب بعد اليوم.
فما أصعب أن يظل رقمُ الأحبة حيًا؛ كلما حاول الوقت إطفاء جذوة الحزن، أوقدها مذكّرًا بأن هذا الرقم سيبقى على الصامت أبدَ الآبدين.رحم اللهُ صديقي الخليل ولد الطيب، وأعانني على صبره،واحتسابه بنية الاجر.
يقول أبو العتاهية :
فكلُّ مُصيبةٍ عَظُمَتْ وجَلَّتْ
تَخِفُّ إذا رجَوْتَ لها ثوابَا



