تخرج التصريحات الإعلامية التي أدلي بها وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور عن كل القواعد و الأعراف و التقاليد المتواترة لضبط العلاقات بين الدول و الحكومات و الشعوب وهي ذنب عَظُمَ باعتبار الزمان ذلك أنها تنزلت في الوقت الذي تستنفر فيه موريتانيا كل طاقاتها الرسمية و الشعبية من أجل توفير أحسن الظروف اللوجستية و الأمنية لاستضافة مؤتمر القمة العربية.
و قد أدت التصريحات الفاعورية إلي هَبًةٍ “غير رسمية” من العديد من كبار الكتاب و المثقفين و المدونين الموريتانيين كان الكاتب الكبير الحسن ولد احريمو “عُكَاشَتَهُمْ”، فضحت المستوي الواطئ للأفكار الواردة في تلك التصريحات التي مثلت هروبا من مسؤولية الوزير اللبناني في تحسين ظروف عيش الشعب اللبناني الأبي الذي عاني كثيرا من فساد و ارتهان بعض كبار وزرائه و قادته السياسيين.
و لقد أحسن الكتاب و المدونون الذين سارعوا إلي تدشين حملة التشهير بالوزير اللبناني المفتري لكن نصيحتي لأولئك المواطنين الموريتانيين الغاضبين غضبة صادقة للوطن أن يتحلوا بضبط النفس و الابتعاد عن استخدام مفردات القاموس الفاعوري الواطئ و أن يراعوا في مقالاتهم وتدويناتهم الضوابط الثلاثة التالية:-
أولا:الثناء علي الشعب اللبناني الشقيق و حكومته و طوائفه و رموزه فالفاعور لا يمثل إلا نفسه الأمارة بالإساءة و سوء التسيير و أكبر خدمة يمكن أن تقدم له هي أن يرفع إلي مقام وطني أو طائفي لا يستحقه و هو الذي فشل في إدارة قطاع الصحة الذي تراجعت مؤشرات الجودة و التحسن فيه خلال عهدته نقاطا عديدة فكان حريا به أن يتواري من الإعلام و أن “يأكل القط لسانه” ” Cat should get his tongue”؛
ثانيا: تجنب الضغط علي الحكومة الموريتانية من أجل الرد علي تصريحات الوزير اللبناني فالموقف الرسمي اللائذ بالصمت حتي الآن حصيف،صائب وموفق حتي إذا التأمت القمة العربية ونجحت – ولسوف تنجح إن شاء الله-و غادر الضيوف جاز بل لزم علي الحكومة الموريتانية أن تقدم احتجاجا لدي الحكومة اللبنانية و الطائفة الدرزية مطالبة بالاعتذار عن “الخطيئة الفاعورية”؛
ثالثا:حث لجان التنظيم و الاستقبال و البروتوكول علي رفع مستوي استقبال الوفد اللبناني الذي سيحضر مؤتمر القمة العربية و الحرص كل الحرص، كامل الحرص أن يكون ضيوفنا و أشقاؤنا اللبنانيون موضع كل الترحيب و الوفادة و الحفاوة التي يستحقونها علي جميع العلم و سائر العرب فلا تَأْخُذَنًكُمْ معاشر الموريتانيين “الجَرِيرَةُ الفَاعُورِيًةُ المعزولة” علي أن لا نعدلوا و نقسطوا مع لبنان التاريخ المجيد و الجهاد العنيد و المقاومة الباسلة و الحضارة الراسخة،…
المختار ولد داهي،سفير سابق