تعيش الساحة السياسية هذه الأيام الكثيرة ، من السجال والقول والقيل ، في شأن حلول بعض المشاكل المطروحة ، مثل حل مشكلة الشيوخ وقضية الحوار والآداء الحكومي وبعض المطالب النقابية ومطالب كثيرة لأحزاب المعارضة وحتى أن البعض وصل إلى التشكيك في إدارة النظام للبلد ، غير أن الكل يرد ذلك إلى عجز إدارة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية للشأن السياسي المتعلق بعمل النظام ونحن نؤكد ذلك بوصفنا أحد المنتسبين للحزب والعاملين به ( وشهد شاهد من أهلها ) أن حزب الإتحاد من أجل الجمهورية ، كان في ما مضى وفي ظل قيادات له سابقة يقدم العلاج الناجع لأزمات سياسية أعتى وأكثر تعقيدا من أي أزمة جديدة ، وكانت تلك القيادات ذات عصى سحرية لحلحلة المشاكل وإذابة مكائد المعارضة التي يفترض أن تكيد للنظام أو الحكومة ، وكانت تأخذ على عاتقها كل مسؤولية تتعلق بها
فلماذا يغيب دور حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في ظل هذا السجال ؟
لماذا تفرغ الساحة السياسية من الردود على كل من هب ودب شاتما هذا النظام ولاقيا عليه كل عبئ وثقل ؟
لماذا يحمل ذا النظام وهذه الحكومة مالا يتحملون ؟
لماذا أصبح الحزب مجرد ناد أو جمعية ذات صالونات خاصة للإجتماع والبذخ والبيروقراطية ؟
هل تنازل حزب الإتحاد عن مؤازرته للبناء و الإصلاح التي يقوم بها رئيس الجمهورية السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز
سنتطرق لهذه النقاط بعد أن نمر مر الكرام على دور الأحزاب السياسية في كل بلد وخاصة بلادنا وذلك بشكل عام
للأحزاب السياسية أهداف وأعمال وشؤون تقوم بها ولا غنى عنها لها
رغم أن السعي إلى السلطة هدف من أهداف الأحزاب إلا أنه يؤدي إلى الإستماته في النضال من أجل الوصول للسلطة ، وهي ميزة تميز اعمال الاحزاب نظرا لأنها جهة ضاغطة تدافع عن مصالح الشعب وكسب الدعم الشعبي وجمع أكبر عدد من الأصوات حول أفكارها وبرامجها وذلك بشكل سلمي وبشكل يحقق أهدافها
إن الأحزاب السياسية هي رمز للديمقراطية وهي تلعب دورا أساسيا في التعبير عن مختلف الإتجاهات السياسية في الدولة ، ويرجع لها البعض في التعبير عن الرأي العام و المشاركة في الشؤون العامة والحياة السياسية وهي عنصر هام في كل الأنظمة السياسية ، سواء كانت متقدمة أو غير متقدمة ، غير أنه من المفترض أن لها معارضة تعمل على الشقاق والقضاء على كل عمل لتجهض عمل الحكومة و النظام وتقوض برامجهما ، ويفترض أن تكون المعارضة تقوم بكل ما يخدم مصالحها ، إلا أننا نرفض لهذه المعارضة القضاء على الوحدة الوطنية ، وكل عمل من شأنه زرع الإنقسام بين المواطنين ، ولانقبل لهذه المعارضة إلا النقد وإبراز النقائص و التناقض و العيوب الحاصلة من طرف الجهة الحاكمة وذلك بشكل سلمي وغير مغرض
إن وجود معارضة منظمة يؤدي طبعا إلى محاسبة النظام وانتقاد حكمه في بعض المسائل التي تتعلق بعمل هذا النظام ، ومن الطبيعي أن تقوم هذه المعارضة بتوجيه جماهيرها وتكوينها على كل ما يخدم منافستها للنظام و الحزب الحاكم
إن التنافس بين الأحزاب السياسية عمل مألوف وضروري لكل حزب ، وهو ما أدى منا إلى أن نلفت الإنتباه إلى أن حزب الإتحاد من أجل الجمهورية إذا لم يتم الالتفات له وانشاله من أجل هذه الإعتبارات السابقة بتنا نخشى ونخاف عليه وعلى دوره الريادي الذي كان يقوم به في العهود السابقة حيث كانت العناية به في ظل هذه القيادات السابقة لا تخفى على أحد
فقد كان يتابع باهتمام بالغ الأوضاع السياسية الوطنية التي قد تحدث فيها أزمات من حين للآخر وكانت لديه قوى حية تدافع عن مصالح البلد ترد على الأحزاب السياسية المعارضة كل حديث أو إعلام أول موقف لا يخدم مصلحة البلد ، وكانت تؤازره المنظمات المدنية والنقابات العمالية وطلاب الجامعة وكل الجماهير الشعبية في كل تقدير موضوعي يخطوه حسب اوضاع البلد ، في حين كان يبتعد عن كل ما من شأنه الزج بهذا البلد في أتون العنف والفراغ واستغلال الظرف حسب إرادة قيادة الحزب أنذاك
إن القيادات السابقة لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية شكلت على مدار حقبة من الزمن وفترة عملا تجب الإشادة به ، حيث أسست دعائم الحزب ومنحته الثقة من أجل مستقبل البلد ذلك أن الجميع كان ينعم بمستقبل أفضل وكانت كل الأطياف و الفئات محلا للثقة والعدالة والمساواة والتقدم و الإزهار كان الكل لديه مكانة وموقع ودور محوري في عمل الحزب ولايحسد عليه إننا كأطر وجماهير منضوية تحت عنوان حزب الإتحاد من أجل الجمهورية ، وخاصة في هذه اللحظة التاريخية بالذات من عمل الحزب لا نقبل أن يظل دور حزب الإتحاد من أجل الجمهورية غائبا بهذه الطريقة إننا كأصحاب خيار يحب علينا أن ننوه بأننا بتنا في ظل قيادة جديدة القيادة الممثلة في سيدي محمد ولد محم بتنا محرومين من المشاركة مع فرقاء الساحة الراغبين في المساهمة الجدية في العمل الجدي المشترك ، ولقد حرمنا من الحديث في شأن الحزب السياسي فإن المنابر كلها تتساءل عما هو السبب في تغيبنا وحتى حرماننا من الحضور في المناسبات القليلة المنظمة من طرف الحزب لذا لم يكن لدينا رؤية عما يجري الآن حيث نسعى في كل وقت يقوم فيه لأداء واجبنا من تعهدات قطعناها على أنفسنا خدمة لهذا الحزب ، إذ ليس من طبعنا أن نحضر لمالا ندعى له أو نقول أو نفعل مالم يؤذن لنا في ذلك بل إننا حذرنا من تقديم أي موقف خدمة للحزب مالم تطلبها منا قيادته
غير أن كثرة البيانات والتلفيقات والزور والبهتان على نظامنا أدت منا أن نعلن في هذا الخطاب عن عدم مسؤليتنا عن ذلك نتيجة للأسباب المتقدمة
إن وظيفة التوفيق الاجتماعي الذي يناضل الحزب من أجلها ويعمل رئيس الدولة على تجذيرها هي لبنته من لبنات حزب الاتحاد وسنة كانت من سننه في ظل القيادات السابقة وهي أدب من آدابه التنافسي السلمي كانت تحقق كل عمل مشترك بينه وبين كل جهة
كان للحزب نشاط يومي وكانت له في كل يوم تظاهرات ومناسبات ومهرجانات واحتفالات كما كانت شعاراته ولا فتاته تملؤ المدن والشوارع و الطرق وحتى المنابر و البيوت
عاش حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في كل زمن وفي كل ظرف
باب ولد حدمين
ناشط بحزب الإتحاد من أجل الجمهورية