في المملكة الحيوانية بأسرها، لا دماغ سوى دماغ الإنسان يعد قادراً على خلق هذا النوع من الوعي العالي الذي يرتبط ببراعتنا، وقدرتنا على وضع التخطيط وكتابة الشعر. فالدماغ البشري، الذي يوصف عادة بأنه الهيكل الأكثر تعقيداً في الكون، يعد أكثر غموضاً من المناطق الأقل استكشافاً في أعمق المحيطات.
وفيما يتعلق بالأبحاث التي يتم إجراؤها على العقل البشري؛ فقد اكتشفنا في السنوات العشرين الأخيرة أكثر مما كُنا نعرف خلال القرون السابقة بأسرها، ويمكن أن يرجع ذلك إلى تسارع وتيرة تكنولوجيا تصوير الدماغ والتطورات الطبية الأخرى. ولأنه لا توجد علامات بأن تلك الوتيرة ستأخذ في التباطؤ، فمن الإنصاف أن نقر بأننا نستمر في اكتشاف حكايات مذهلة حول الدماغ.
وبالنسبة لمثل هذه البنية المعقدة؛ لا يُعد الدماغ كبيراً في الحجم على الإطلاق، فهو تقريباً في حجم قبضتي يدينا معاً، ولا يزن أكثر من 5 باوندات (ما يعادل 1.4 كيلوغرام)؛ لذا فبالنسبة لمثل هذا الكيان الصغير، يستحق التعقيد بدوائر الدماغ أن ينال لقب “الهيكل الأكثر تعقيداً في الكون”.
ولا يتفوق شيء على تعقيد الدماغ سوى قدرته الإبداعية، فحقاً كافة الإنجازات التي قام بها الإنسان ترجع مباشرة إلى القدرات الهائلة للدماغ.
موقع Power of Positivity طرح 9 أشياء ربما لم تُعرف من قبل أن الدماغ البشري بإمكانه فعلها:
1- يعمل بعد الموت:
تجارب الاقتراب من الموت تعد أمراً شائعاً نسبياً، وقد أشارت دراسة تم إجراؤها بمستشفى في هولندا إلى أن 18% من 344 مريضاً بالقلب ممن تعرّضوا للموت السريري تذكروا خبراتهم الحياتية بعد ما أصابهم.
وتُعد حالة السيدة “بام رينولدز” واحدة من الحالات الأكثر شهرة في هذا الشأن. فقد أُحيل دماغها إلى حالة لا وظيفية من قبل الأطباء من أجل إجراء عملية جراحية، وعلى الرغم من ذلك كانت قادرة على تذكر معلومات متعلقة بمحادثات الطبيب والأدوات الجراحية.. إلخ.
2- يُعالج المعلومات على نحو أسرع من أي جهاز كمبيوتر شخصي:
لاحظ أننا ذكرنا كلمة “شخصي”، حيث إن مهندسين لدى شركة فوجيتسو كمبيوتر صمموا كمبيوتراً عملاقاً بإمكانه معالجة المعلومات أسرع من المخ، “مع العلم أن ذلك الكمبيوتر يُعد ضخماً وغير فعال؛ لذا فإن دماغنا الأنيق يعمل على ما يرام، وشكراً لكم”.. فلندع المزاح جانباً لنقول إن قوة المعالجة في الدماغ تضاهي تقريباً كافة الأجهزة التي صنعها الإنسان.
3- يضيء مصباحاً كهربائياً:
إن العدد الهائل من التوصيلات الكهربائية التي تعمل في أي وقت داخل الدماغ يُعد مذهلاً تماماً. فتلك النبضات الكهربائية بالغة الكثرة لدرجة أنها بإمكانها نظرياً إضاءة مصباح كهربائي، ومن حيث وحدات الطاقة، فإن الدماغ بإمكانه أن ينتج ما يعادل حوالي 25 واط.
4- ينظف السموم:
انتظر لحظة! ألا يساعد النظام المناعي على تنظيف الجسم من السموم؟ الإجابة: نعم، ولكن الدماغ أيضاً يفعل ذلك. فقد اكتشف باحثون بجامعة روتشستر أن ثمة نشاطاً يجري في دماغ الفئران النائمة يشير إلى “تنظيف” الجزيئات الفاسدة التي كثيراً ما ترتبط بالتنكس العصبي. ويُستعان بتلك التجربة كدليل على أن النوم مهم لصحة الدماغ.
5- يعمل على نحو أفضل عندما يكون مُتعباً:
هناك معتقد بأن عقولنا تعمل على نحو أفضل عندما نكون نشطين ومُنتبهين. وبينما تنطبق هذه الحالة على المنطق والتحليل، إلا أننا في الواقع نكون أكثر إبداعاً عندما نكون مُتعبين. إنه لمنطق بسيط حقاً: نحن لا نكون جيدين للغاية في التخلص من تشتتنا عندما نكون مُرهقين، ونكون أقل قدرة على تذكر الروابط بين الأفكار والمفاهيم. وتعد هذه فوائد للتفكير الإبداعي، فمن الشائع أن تظهر الأفكار الخارقة المبتكرة عندما يكون الشخص على وشك النوم مثلاً.
6- يتقلص في الحجم:
على الرغم من أن هذه لا تُعد صفة مرغوبة، إلا أنها حقيقية. وتُعتبر الضغوط هي السبب الأكثر شيوعاً لتغير وظائف الدماغ، وقد تم التوصل إلى أن الضغط بإمكانه أيضاً تقليص حجم الدماغ. فبحسب دراسات أُجريت على الحيوانات تبين أن الإجهاد المزمن بإمكانه أن يتسبب لمنطقة في الدماغ تُعرف باسم “قرن آمون” في الانكماش. وحالياً تجري الدراسات لاكتشاف ما إذا كان اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بإمكانه أن يقلص من تلك المنطقة في دماغ المرضى.
7- ينمو حجماً:
على العكس من قدرته على الانكماش؛ فإن الدماغ قادرٌ على زيادة كثافته في مناطق معينة. وهو ما يُعرف بسام المرونة العصبية، فلدى الدماغ قدرة رائعة على تكوين وصلات عصبية جديدة طوال الحياة. وفي حين أن تطور دماغنا لا يتم بالمعدل الذي كان عليه في فترات الطفولة المبكرة؛ إلا أنه بإمكان الشبكات العصبية التي تتشكل حديثاً تحقيق زيادة طفيفة في كتلة مناطق معينة من الدماغ.
8- يمكن إعادة توصيله:
يُعد الدماغ لافتاً للنظر في قدرته على التكيف، وقد ثبت أن التأمل يجلب الكثير من المنافع لمن يمارسونه عن طريق تقليص القلق النفسي وزيادة التركيز وتحسين التحكم في الذات. حتى أنه يمكن إعادة توصيل الدماغ لتعزيز لقدرة الإبداعية وتحسين الذاكرة.
9- بإمكانه أن يجعل نفسه أكثر ذكاءً:
كان يُعتقد سابقاً أن الذكاء يرجع بشكل مباشر إلى الجينات الوراثية، وأنه أمر مُحدد سلفاً في الحياة، ولكن تلك الاعتقادات غير صحيحة إطلاقاً؛ فبينما تلعب الجينات الوراثية دوراً بلا شك في الذكاء الفطري، إلا أنها لا تعد العامل الوحيد. وفي الواقع نشرت مجلة Scientific American مقالاً أشارت فيه إلى أن العلماء توصلوا إلى 4 حقائق عن الدماغ:
1- يمكنه التدرب على الذكاء.
2- التحديات الفكرية تزيد من قدراته الفكرية.
3- بإمكان أي شخص زيادة قدراته المعرفية.
4- وجود العديد من المهام بإمكانه زيادة ذكاء الأشخاص.
هذا الموضوع مترجم عن موقع Power of Positivity الأميركي.