يقولون إذا ظلمت من دونك فلا تأمنن عقاب من فوقك ، كما يقولون إن آفة العزيمة على الغرور الهزيمة عند السرور.
الأستاذ سيدي محمد ولد محم رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الرجل السياسي الذي يعمل فوق النظام ، رجل القانون الذي لا يحذر القانون ، الرجل الذي يحكم المثل المكيدة أبلغ من النجدة ، الرجل الذي يحتاج لكثير من الدروس ، لابد من الحاجة إليها في عمل كعمله إذ هو شخص يعمل مع نظام كما يعمل مع مجتمع ذا قيم .
رجل يفتقر لدروس من أدب وإدارة السياسة .
ألم يقرأ تلك الدواوين المملوءة بالأمثلة والحكم في شتى المجالات ؟ وخاصة السياسية منها ؟ أم أنه قرأها ونسيها فيما قرأ ونسي من أفكار طيلة زمن القراءة والسياسية الحزبية الكثيرة التي مر عليها ؟
متى يبلغ البنيان يوما تما مه ** إذا كنت تبني وغيرك يهدم ؟ !
بُنيّ استَقِمْ فالعُـودُ تَـنـمـي عُـروقُـهُ *** قَويماً ويغْشاهُ إذا ما الـتَـوى الـتّـوَى
ولا تُطِعِ الحِرْصَ المُـذِلّ وكـنْ فـتًـى *** إذا التَهَبتْ أحشاؤهُ بـالـطّـوى طـوَى
وعاصِ الهَوى المُرْدي فكم من محَـلِّـقٍ *** إلى النّجْمِ لمّا أنْ أطاعَ الـهَـوى هـوَى
وأسعِفْ ذوي القُربى فـيقـبُـحُ أن يُرى *** على من إلى الحرّ اللُّبابِ انضوى ضوَى
وحافِظْ علـى مَـنْ لا يخـونُ إذا نَـبـا *** زمانٌ ومن يرْعى إذا ما الـنـوى نـوَى
وإنْ تقتدرْ فاصْفحْ فلا خيرَ فـي امـرِئٍ *** إذا اعتلَقتْ أظفارُهُ بـالـشّـوى شَـوى
هكذا ومن خلال ما سبق نردف بالقول أننا كساسة وأطر وعاملين ومكونين لمجتمع مدني في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أننا نحرص على مصير الحزب ومصالحه ، الأمر الذي نقتنع به خدمة لهذا الحزب وذا النظام ، وأنا لا يمكن أن نفرط في ذلك قيد أنملة ونعترف في الوقت ذاته أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية قدم الكثير كما كان ولن يزل محل إجلال وإكبار ، ومنذ إنشائه ظل يعمل ملتزما بخط مقدس لديه أساسه نفعية الجميع واحترامه وتمكينه من المكانة اللائقة به ، كما هو الحال في خدمة كل فئة وطبقة وشريحة هشة ، إذ يرى أن عجلة التغيير السياسي والبناء هي عنوان المرحلة ولا تتحرك هذه العجلة إلا على هذا الأساس ، إذ الرعية لا يصلح بعضها إلا ببعض ، ولا غنى لبعضها عن بعض ولا بد للجميع من رأس صالح ، فكان دأب الرؤساء القائمين على الحزب وغايتهم هو التعاون بين أفراد الحزب والموظفين لديه ، وكانت قواعد الحزب على هذا الأساس وأولها رضا جماهيره ، فهي أو الواجبات وآخرها ، وهي عمود العمل لديه ، فلم يضع مجالا لتناقض مصالحه مع مصالح الجماهير ، ويرى ذلك أمانا من الاضطراب وعدم التوازن والقلق السياسي الذي يؤدى أخيرا إلى إثارة السخط والحنق والكراهية ، إذ عدم التعاون والإقصاء يضعف الإرادة ويبطؤ النتيجة .
إضافة إلى ما سبق وتأكيدا للردع وتعاونا على البر والتقوى ونهيا عن الجور والفساد والإثم والعدوان .
فإننا نطالب رئيس الجمهورية وندعوه لنجدتنا وتلافي شؤون جماهير الحزب كما ندعو لمؤتمر وطني عاجل ينتخب فيه رئيس للحزب تلتمس فيه معاني اللطف والهون والأدب والإتزام وكذا الإهتمام بالشباب إذ هناك من الساسة والمسئولين القائمين على الحزب من لديهم عقد نفسية مع الشباب ، ولا يرون سبيلا للإصلاح إلا بعيدا عن هذه الشريحة الغالية ، فلا يدركون أن العمل السياسي عمل جماعي عصبه الشباب وهدفه وغايته ، إذ الخير كل الخير في الشباب ، ثم يكون رئيس الحزب القادم يولي اهتماما بالفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة فيجتهد في خدمتها ورعايتها وتفقد أحوالها بعيدا عن التجاوز عليها وعدم الاهتمام بها .
كما أن من سياسة الحزب ومبادئه المعروفة تكريس الوحدة والمسالمة بين صفوف المواطنين ، فعلى القائمين عليه ألا يدعوا مرافقة الفئات الضعيفة ومخاطبتها وجعلها محورا للعمل ووضعها في أول الاهتمامات استكمالا لما أوصى رئيس الجمهورية بأن تكون الإدارة قريبة من هؤلاء المساكين المعوزين وشغلها الشاغل ، كما حثث المسئولين على خدمتها وانصافها والعناية بها وألزمهم بتعهد من لا حيلة له منها ونبه الولاة والحكام والمنتخبين على أن يجعلوا منها نسيج وحدة ووئام .
من خلال هذا الخطاب وتأسيسا عليه أود أن أذكر الجميع بأني أنا المسمى باب ولد حدمين ما زلت أطالب بحقي الذي يتمثل بقيام رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية السيد سيدي محمد ولد محمد بفصلي من عملي في الحزب بدون أي مسوغ ولا مبرر ولا سابق إنذار حيث من المعروف والمعلوم لدى الكل من منتسبين وفاعلين وجماهير عريضة للحزب أني إطار مناضل قديم من أطر ومناضلي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أبليت جهدي ووقتي من أجل خدمة الحزب ، كنت أهل ذلك وأحق به ، وليس بشيء غير عملي المثمر لنجاح سياسة الحزب ، لذلك منحت ثقة من طرف رؤساء الحزب السابقين وظيفة رئيس مصلحة الأشخاص في الحزب مكافأة وتشجيعا على المثابرة والجد لصالح الحزب وكنت قد اكتسبت ما اكتسبت جزاء من هؤلاء الرؤساء الخيرين ، لما ضحيت به من تضحية واستعديت له من استعداد وبذل من بذل وعطاء من أجل إعلاء كلمة الوطن وخدمته في زمن الحاجة تدعو لذلك ، كما كان من اللازم عندي مواكبة الإصلاح والتغيير بزعامة القيادة الرشيدة للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز .
اعتقد وما زلت أعتقد أن حقي وإن ضيعه ولد محم لفترة قصيرة زائلة ، فإنه لن يضيع طيلة الوقت إن شاء الله . إذ تم فصلي ومنعي من أي حق من حقوقي السابقة وبمجرد نظرة إقصاء أو حساب شخصي في الأيام الأولى من مقدم ولد محم لرئاسة الحزب . ولم أكن أرى ولم أكن أعتقد كما لم يكن يرى غيري أويعتقد أو يخطر على بال الكل أن عقد عمل دائم من مؤسسة كهذه ولموظف كهذا على مستوى رئيس مصلحة الأشخاص للحزب يمكن أن يبطله شخص غاد ورائح متزن أو غير متزن ، بمجرد جلسة يوم أول على كرسي يفترض أن لا يجلس عليه إلا المصلحين البررة لهذا النظام وذا الشعب ، وخاصة إذا كان هذا الموظف ملفه أبيض ناصع يصبح ويمسي على عمله ولم يتم تسجيل أي خطإ عليه في أي مسئولية كائنة ما كانت ، حيث من المعروف لدى الكل أنه يفترض في كل وظيفة في الحزب أو غيره أن ينالها صاحبها جزاء له وتشجيعا على عمله وأن ليس الغاية منها فحسب مرتب صغير أو كبير ، بل الغاية أن يضيف هذا الشخص إضافة جديدة لسيرته الذاتية في العمل ، خاصة أنه خريج جامعة وذو تجربة طويلة ، وحتى يصبح معروفا من بين خدام الوطن وأن يخلق إضافة جديدة وتراكما وظيفيا لملفه أو أن يترقى في مفاصل الإدارة على هذا الأساس ، ضيع ولد محم كل هذه الأحلام وأفسد المشوار لا قدر الله .
إنني أطالب بحقي ولن أدع المطالبة به ، وأرجو من كل الخيرين والفاعلين والمنصفين والمناضلين على مستوى الدولة والحزب أن يرفعوا عني هذا الظلم وأن ينظروا واقعي بمنتهى الدقة والشفافية والحيادية والإنصاف وأن يحملوا ولد محم مسئولية ما مارس علي وحدي من ظلم وإقصاء ، حيث وقعت وثيقة عمل أعتقد أن لها أساسا وهو كذلك وأفترض أنها كأي وثيقة عمل أخرى في أي مؤسسة محترمة وخاصة الحزب الذي عملت لصالحه وأجهدت نفسي لكي أنال فيه تلك المكانة وذلك الموقع ، فلا يجهل ولد محم ولا يمكن أن يتجاهل أن مؤسسة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ليس لموظفيها وأطرها المكتتبين أي قانون فما من عمل ولو كان صاحبه فراشا أو خداما في منزل في حي ببادية إلا ولصاحبه عقد عمل أو أساس يحمي عمله ويمنع وظائفه من التلاعب بها والهزل .
وما ضاع حق واءه طالب ونحن سنحمله تبعات البطالة وإفساد مصير وظيفتنا وما ضيع من حق مادي ومعنوي لنا طيلة هذه الفترة . أكاد أكون أنا الشخص الوحيد الذي تسلط عليه ولد محم من دون أن تشفع لي خدمتي في الحزب وانتمائي له ومناضلتي فيه .
والله ولي التوفيق
باب ولد حدمين
إطار بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية
رئيس ملحة الأشخاص سابقا