قبل سويعات ودعنا عام 2015 بأتراحه و أفراحه وولجنا عام 2016 و الحالة السياسية للأسف في “مِرَاءٍ سَاخِنٍ” حيث يصف “المرضي بفيروس التشاؤم” موريتانيا السياسية “بالمريضة” و حتي “المَوْقُوذَةِ” أما المتفائلون فيعتبرون أنها في “صحة سياسية ممتازة” فيما يتمني الحادبون أن يكون العام الجديد عام تفاهم و حوار و توافق وَاقٍ و عَاصِمٍ من “السيندروم السياسي العربي الجديد”!!.
وأقصد بالسيندروم السياسي العربي الجديد قياسا علي السيندروم الفيتنامي “ظاهرة تكرار سرعة تحول مُسْتَصْغَرِ الاختلاف الاعتيادي في الرُؤَي و الآراء السياسية في العديد من الدول العربية بفعل “فاَعِلِينَ” منهم الظاهر و منهم المستتر،القريب و البعيد و المواطن و الأجنبي إلي تجاذب لفظي عنيف فاصْطِفَافٍ طائفي أو عشائري أو مناطقي فنزاع سياسي مسلح فحرب أهلية حالِقَةٍ تَحْلِقُ الدين و المواطنة و الإنسانية و ما تَذَرُ من شيئ…”!!
و بمناسبة حلول العام الجديد أقدم التهنئة لكافة الموريتانيين و الموريتانيات في المحضر و المهجر متمنيا للجميع عاما مليئا بالمسرات و النجاحات و كلي حلم و أمل و شيئ من الثقة غير قليل في أن توفق طبقتنا السياسية موالاة و معارضة و التي أفتأ أكرر وصفها “بالموقعين عن العالمين” في التداعي إلي حوار جامع مانع يحصن بلدنا من عدوي التجاذب السياسي العنيف التي تتخطف بلدانا عربية و إفريقية عديدة من حولنا!!.
لكن التهنئة الخاصة أوجهها إلي الموريتانيين “المرابطين” في الثغور و نقاط العبور،في المستشفيات و المحاظر و المدارس و الجامعات، في المزارع ونقاط و فضاءات تنمية المواشي و المصانع و المتاجر و المقاولات الكبيرة و المتوسطة و الصغيرة،… باختصار إلي موريتانيا التي تستيقظ باكرا، موريتانيا العمل و الإنتاج و نبذ الكسل و التًكِلًانِ علي الغير، موريتانيا التي تسير بصمت و كبرياء رغم “ضجيج” “موريتانيا التي نِفَاقُهَا مَعَاشٌ”.
و أعني ب”موريتانيا التي نفاقها معاش” فئة جديدة في حجمها قديمة في نوعها لا يغيب عنها صنف من أصناف الموريتانيين: رجال أعمالهم و شيوخهم و مثقفوهم و صُلَحاؤُهم و بسطاؤهم،.. معاشها -مع شديد الأسي و الأسف- هو التنافس في النفاق لمظان القرار و التأثير.
ضف إلي ذلك إنتاج “المعلومات الخافضة الرافعة” و إشاعتها و تسويغها و تسويقها للرأي العام و بعض دوائر القرار الخالصة و المغشوشة ابتغاء جلب منافع لأنفسهم أو توجيه أضرار إلي من يتوهمون أنهم منافسين حاليين أو محتملين لهم علي “المنافع العامة”!!. و من أهم “أسلحة التأثير الشامل” التي تستخدمها هذه الفئة: الصالونيات و “المواقعايات” و الإخباريات و الإبلاغيات و “الهاتف العربي…
و بما أن العادة دَرَجَتْ علي أن تُشْفَعَ التهنئة بأماني فإني أثْبِعُ تهنئتي العامة إلي جميع الموريتانيين و تهنئتي الخاصة و الخالصة إلي “موريتانيا التي تستيقظ باكرا” بأماني التقدم و الاستقرار السياسي للشعب الموريتاني و أن تكون سنة 2016 سنة قطيعة المجتمع و السلطة النهائية مع “موريتانيا التي نفاقها معاش” و عام المعالجة الوسطية للهم السياسي من غير تهوين و لا تهويل مع التركيز علي تثمين العمل و الإنتاج و الإتقان عبر إنصاف و إعادة الاعتبار إلي “موريتانيا التي تستيقظ باكرا”.
المختار ولد داهي ، سفير سابق