
لاتخفى حكومة انواكشوط جديتها في فرض قضاء العطل الصيفية داخل البلاد على كبار المسؤولين، وسط مخاوف من أن تعمد السلطات لاحقًا إلى اتخاذ إجراءات عقابية بحق المخالفين لهذا التوجه، في ظل إصرارها المتزايد على دعم السياحة الداخلية، حتى مع ما تشهده البلاد من ارتفاع شديد في درجات الحرارة وضعف في البنية التحتية، بما في ذلك الانقطاعات المتكررة للكهرباء وغيابها الكامل في عدد من القرى والوجهات الطبيعية.
اليوم الثلاثاء 15 يوليو2025 دعت وزارة الداخلية الموريتانية، الولاة، عبر تعميم رسمي – اطلع عليه موقع”أنباء انفو” إلى العمل على إنجاح فكرة “قضاء العطل في الداخل”، من خلال جرد شامل للمواقع السياحية والمعالم الثقافية، وإنشاء قواعد بيانات ولوحات إرشادية تُنشر عبر الوسائط الرقمية بالتنسيق مع الجهات المعنية. كما طالبت بتنظيم لقاءات مع الفاعلين في مجالي السياحة والثقافة لتقييم وضعية الوجهات الجاذبة وإعداد برامج تنشيط للموسم السياحي.
وشمل التعميم كذلك دعوة إلى إنشاء نقاط استقبال مزودة بخرائط ومعلومات للزوار، وتشجيع وتسهيل إجراءات الاستثمار في المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى ضمان توفر خدمات الماء والكهرباء وتوسيع نطاق التغطية الصحية.
وطالبت الوزارة بوضع خطط أمنية لتأمين الفضاءات العامة والمعالم السياحية وضمان انسيابية حركة المرور، مع الحرص على منع أي سلوك مخل بالسكينة أو الأخلاق العامة، مؤكدة على ضرورة جاهزية فرق الطوارئ.
وتثير هذه الخطوة تساؤلات جدية حول قدرة البنية التحتية الوطنية على استيعاب هذا التوجه في ظل محدودية الخدمات، لكن في المقابل، يراها البعض فرصة لإعادة الاعتبار للسياحة الداخلية إذا ما توفرت الإرادة والموارد الكافية لتحويلها من شعار موسمي إلى سياسة دائمة.
أنباء انفو