مذكرة تصورية موجهة إلى الجهات الرسمية المختصة باقتراح إنشاء منظمة غير حكومية تحمل اسم “العافية مونكه” / تفاصيل

مذكرة تصورية
موجهة إلى الجهات الرسمية المختصة
الموضوع: اقتراح إنشاء منظمة غير حكومية تحمل اسم “العافية مونكه” من أجل تثمين وحماية السلم والسكون في موريتانيا
السياق:
في عالم يعجّ بالصراعات، والتوترات الاجتماعية، والأزمات الاقتصادية، والانقسامات الهُوياتية، تظل موريتانيا جزيرة من الاستقرار النسبي. فرغم التحديات المرتبطة بالتنمية، والتفاوتات الاجتماعية، والهشاشة البنيوية، فإن بلدنا لا يزال ينعم بجو من الأمن والتعايش السلمي بين مكوناته المختلفة.
ويمثل هذا الاستقرار ثروة معنوية لا تُقدّر بثمن، غالبًا ما يُستهان بها، في حين تُعدّ هدفًا منشودًا في كثير من مناطق العالم، وتشكل شرطًا أساسيًا لأي تقدم مستدام.
الإشكالية:
غالبًا ما يُنظر إلى السلم، حين يكون صامتًا، على أنه أمرٌ مفروغٌ منه، لكن الواقع يُظهر هشاشته، إذ يمكن أن ينهار في أي لحظة ما لم يُرسخ في القلوب والعقول والسلوك اليومي.
ومع تصاعد خطابات الكراهية، والنزعات الشوفينية، والانقسامات السياسية والهوياتية، وتزايد التذمر الاجتماعي، واستغلال الشباب أيديولوجيًا، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تتعاظم الحاجة إلى تعزيز الوعي الجماعي، وحشد المواطنين حول واجب حماية السلم والتماسك الوطني.
ولا يمكن تجاهل التهديدات الخطيرة الأخرى التي بدأت تنخر في جسد الأمة، مثل الهجرة غير الشرعية التي تستنزف طاقات الشباب وتُعرض كيان الدولة لخطر التهميش الأمني والاجتماعي، والمخدرات التي تفتك بعقول الأجيال، والطبقية الاجتماعية والغرور والتعالي الذي يقسّم الناس، وعقلية الاتكالية التي تقضي على روح المبادرة والعمل.
إنها جميعًا آفات خبيثة تهدد وحدة الأمة وأسس السلم الاجتماعي، ويجب مواجهتها بشجاعة وحكمة.
الهدف العام:
تهدف منظمة العافية مونكه – والتي تعني باللهجة الحسانية “لتظل العافية بيننا” – إلى نشر ثقافة الشكر والمسؤولية المواطِنية، وتعزيز قيم السلم، والأمن، والحوار، والتعايش في موريتانيا، بما يتماشى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الوحدة، والأخوّة، ونبذ الظلم والفرقة، ويحث على حفظ الأمن والسلام
المهام الأساسية للمنظمة:
التوعية بأهمية السلم، والتعايش، والتضامن الوطني؛
تنظيم حملات إعلامية ومجتمعية لإبراز مزايا الاستقرار والأمن الوطني؛
مواجهة الخطابات الشوفينية والعنصرية والانفصالية والتصدي العلني للمنظمات والتيارات التي تهدد وحدة الوطن؛
تثمين دور الجيش الوطني وقوات الأمن عبر حملات توعوية تُبرز مساهماتهم في حماية البلاد والحفاظ على السكينة العامة؛
التصدي لآفة الهجرة غير الشرعية التي تحرم البلاد من طاقاتها الحية وتُغذي شبكات الإتجار بالبشر والجريمة العابرة للحدود؛
محاربة المخدرات كأحد أخطر التهديدات التي تستهدف شباب الأمة وتفتك بالأمن المجتمعي؛
التصدي للكبر والطبقية والاتكالية كأمراض اجتماعية تؤسس للظلم والانقسام وتعيق البناء المشترك؛
تشجيع الحوار بين المكونات الاجتماعية والسياسية والثقافية، وبين الأجيال، لتفادي التوترات وتعزيز التماسك؛
تكوين الشباب على قيم المواطنة الإيجابية، وحل النزاعات بطرق سلمية، ومواجهة الفكر المتطرف والمعلومات المضللة المنتشرة عبر الإنترنت؛
رصد والتنبيه إلى خطابات الكراهية أو المؤشرات التي قد تهدد السلم الاجتماعي والتلاحم الوطني؛
تعزيز الوعي بالواجب المواطِني الذي يقتضي المساهمة في بناء الوطن قبل السعي للحصول على امتيازات غير مبررة أو طموحات غير واقعية.
الفئة المستهدفة:
– تتوجه المنظمة إلى جميع مكونات المجتمع الموريتاني دون استثناء، بما في ذلك:
– الشباب والنساء؛
– الفاعلون السياسيون بكل توجهاتهم؛
– الزعماء الدينيون والتقليديون؛
– منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام؛
– الموظفون المدنيون والعسكريون؛
– الفنانون والمدونون والمؤثرون؛
– سكان الحواضر والبوادي على حد سواء.
الخاتمة:
نجدد من خلال هذه المذكرة التزامنا الصادق والوطني – البعيد عن التجاذبات السياسية – بالمساهمة في ترسيخ السلم في بلادنا. ونؤمن أن العافية مونكه، يمكن أن تكون حصنًا منيعًا في وجه التفرقة والتطرف والانحراف، وركيزةً أساسية لحماية أغلى ما نملكه اليوم: سلمنا الوطني وسكينتنا العامة.